ومن سورة الحجر

٢

قوله عزّ وجلّ : رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ [٢] يقال : كيف دخلت (رب) على فعل لم يكن لأن مودّة الذين كفروا إنما تكون فى الآخرة؟ فيقال : إن القرآن نزل وعده ووعيده وما كان فيه ، حقّا «٤» فإنه عيان ، فجرى الكلام فيما لم يكن منه كمجراه فى الكائن. ألا ترى قوله عز وجل : (وَ لَوْ تَرى «٥» إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقوله : (وَ لَوْ تَرى «٦» إِذْ فَزِعُوا) كأنه ماض وهو منتظر لصدقه فى المعنى ، وأن القائل يقول إذا نهى أو أمر فعصاه المأمور :

أما واللّه لربّ ندامة لك تذكر قولى فيها ، لعلمه أنه سيندم ويقول : فقول اللّه عز وجل أصدق من قول المخلوقين.

(١) هذا مقابل الوجه الآتي فى القراءة عن ابن عباس فانه حرفان : قطر وآن.

(٢) هذا تفسير للآنى. والقطر هو النحاس أو الصفر المذاب.

(٣) الآية ٩٦ سورة الكهف.

(٤) متعلق بقوله : «نزل». [.....]

(٥) الآية ١٢ سورة السجدة.

(٦) الآية ٥١ سورة سبأ.

﴿ ٢