٢٣وقوله : وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا [٢٣] كقولك : أمر ربك وهى فى قراءة عبد اللّه (وأوصى ربّك) وقال ابن عباس هى (ووصّى) التصقت واوها. والعرب تقول تركته يقضى أمور الناس أي يأمر فيها فينفذ أمره. وقوله (وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) معناه : وأوصى بالوالدين إحسانا. والعرب تقول أوصيك به خيرا ، وآمرك به خيرا. وكان معناه : آمرك أن تفعل به ثم تحذف (أن «١») فتوصل الخير بالوصيّة وبالأمر ، قال الشاعر : عجبت من دهماء إذ تشكونا ومن أبى دهماء إذ يوصينا خيرا بها كأننا جافونا و قوله : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) فإنه ثنّى «٢» لأن الوالدين قد ذكر قبله فصار الفعل على عددهما ، ثم قال (أحدهما أَوْ كِلاهُما) على الائتناف «٣» كقوله (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا «٤») ثم استأنف فقال : (كَثِيرٌ مِنْهُمْ) وكذلكقوله (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا «٥» النَّجْوَى) ثم استأنف فقال : (الَّذِينَ ظَلَمُوا) وقد قرأها ناس كثير (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) جعلت (يَبْلُغَنَّ) فعلا لأحدهما. فكرّرت «٦» ب فكرت عليه كلاهما. (١) يريد (أن) ومعمولها من الفعل (٢) هى قراءة حمزة والكسائي وخلف. (٣) كأن المراد أن يكون اكلام على تقدير فعل أي إن يبلغ أحدهما أو كلاهما كما جاء فى إعراب العكبري والمعروف أن (أحدهما أَوْ كِلاهُما) بدل من الضمير فى (يَبْلُغَنَّ) ، وكذا ما بعده مما جعله على الائتناف هو يدل من الضمير فى الفعل قبله عند الكثير ، وعند الفراء فاعل لفعل مقدر. (٤) الآية ٧١ سورة المائدة [.....] (٥) الآية ٣ سورة الأنبياء (٦) يريد : عطفت. وفى ا ، ش : «فكرت» و قوله (فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) قرأها عاصم بن أبى النّجود والأعمش (أفّ) خفضا بغير نون. وقرأ العوامّ (أفّ) فالذين خفضوا ونوّنوا ذهبوا إلى أنها صوت لا يعرف معناه إلّا بالنطق به فخفضوه كما تخفض الأصوات. من ذلك قول العرب : سمعت طاق طاق لصوت الضرب ، ويقولون : سمعت تغ تغ لصوت الضحك. والذين لم ينوّنوا وخفضوا قالوا : أفّ على ثلاثة أحرف ، وأكثر الأصوات إنما يكون على حرفين مثل صه ومثل يغ ومه ، فذلك الذي يخفض وينوّن فيه لأنه متحرك الأوّل. ولسنا بمضطرين إلى حركة الثاني من الأدوات وأشباهها فيخفض «١» فخفض بالنون : و شبّهت أفّ بقولك مدّ وردّ إذ كانت على ثلاثة أحرف. ويدلّ على ذلك أنّ بعض العرب قد رفعها فيقول أفّ لك. ومثله قول الراجز : سألتها الوصل فقالت مضّ وحرّكت لى رأسها بالنغض «٢» كقول «٣» القائل (لا) يقولها بأضراسه. ويقال : ما علّمك أهلك إلا (مضّ «٤» ومضّ) وبعضهم : إلّا مضّا يوقع عليها الفعل. وقد قال بعض العرب : لا تقولن له أفّا ولا تفّا يجعل كالاسم فيصيبه الخفض والرفع [والنصب ] ثبت فى ب والنصب «٥» بلا نون يجوز كما قالوا ردّ. والعرب تقول : جعل يتأفّف من ريح وجدها ، معناه يقول : أفّ أفّ. وقد قال الشاعر «٦» فيما نوّن : وقفنا فقلنا إيه عن أمّ سالم وما بال تكليم الديار البلاقع (١) فى الأصول : «فخفض» والمناسب ما أثبت. ويريد بالأدوات نحو ليت (٢) النغض تحريك الرأس (٣) فى اللسان (مضض) فى نقل عبارة الفراء : «مض كقول القائل ...» وهى ظاهرة. (٤) فى ا : «مض» وفى ش ، ب «إض ومض» وما أثبت من اللسان فى (مضض) (٥) ا ، ش : «إحنا» وما أثبت من اللسان فى الموضع السابق (٦) هو هو ذو الرمة ، وإيه استزادة فى الحديث وأصلها التنوين. ولذلك يقول الفراء : «فيما نون». وانظر الديوان ٣٥٦. فحذف النون لأنها كالأداة ، إذ كانت على ثلاثة أحرف ، شبّهت بقولهم : جير «١» لا أفعل ذاك ، وقد قال الشاعر «٢» : فقلن على الفردوس أوّل مشرب أجل جير إن كانت أبيحت دعاثره (١) جبر بمعنى نعم أو حتا. وهو يجرى مجرى القسم. (٢) هو مضرس بن ربعى الأسدى. والفردوس موضع فى بلاد بنى يربوع. والدعائر جمع دعثور وهو الخوض المتهدم وأصله دعاثيره فحذف الياء للضرورة ، والضمير فى «دعائره» للفردوس أو للمشرب. يقول : إن النسوة ارتحلن وذكرن أن أول منهل يصادفنه فى رحلتهن فى الفردوس ، فأجابهن الشاعر : حقا ذلك تشربن من هذا الموضع إن أبيحت حياضه ولم تمنع. هذا ويذكر البغدادي فى شرح شواهد المغني فى مبحث جير أن الرواية فى البيت : و قلن ألا الفردوس أول محضر من الحي إن كانت أبيرت دعاثره و انظر أبياتا مع هذا فى معجم البلدان فى (الفردوس) |
﴿ ٢٣ ﴾