٦٠

وقوله : وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ [٦٠] يريد : لا أزال حتى أبلغ ، لم يرد : لا أبرح مكانى.

وقوله (فَلَنْ أَبْرَحَ «٧» الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) غير معنى أزال ، هذه إقامة. وقوله (لَنْ نَبْرَحَ «٨» عَلَيْهِ عاكِفِينَ)

(٧) الآية ٨٠ سورة يوسف.

(٨) الآية ٩١ سورة طه.

: لن نزال عليه عاكفين. ومثلها ما فتئت وما فتأت - لغة - ولا أفتأ أذكرك.

وقوله (تَاللَّهِ «١» تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) معناه : لا تزال تذكر يوسف. ولا يكون تزال وأفتأ وأبرح إذا كانت فى معناهما إلّا بجحد ظاهر أو مضمر. فأما الظاهر فقد تراه فى القرآن (وَ لا يَزالُونَ «٢» مُخْتَلِفِينَ) (وَ لا يَزالُ «٣» الَّذِينَ كَفَرُوا) (فَما زالَتْ تِلْكَ «٤» دَعْواهُمْ) وكذلك (لا أَبْرَحُ) والمضمر فيه الجحد قول اللّه (تَفْتَؤُا) ومعناه : لا تفتأ. لا تزال تذكر يوسف : ومثله قول الشاعر :

فلا وأبى دهماء زالت عزيزة على قومها ما فتّل الزّند قادح»

و كذلك قول امرئ القيس :

فقلت يمين اللّه أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالى

قوله : (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) الحقب فى لغة قيس : سنة. وجاء التفسير أنه ثمانون سنة. وأماقوله :

مجمع البحرين فبحر فارس والروم. وإنما سمّى فتى موسى لأنه كان لازما له يأخذ عنه العلم. وهو يوشع بن نون.

(١) الآية ٨٥ سورة يوسف.

(٢) الآية ١١٨ سورة هود.

(٣) الآية ٣١ سورة الرعد ، والآية ٥٥ سورة الحج.

(٤) الآية ١٥ سورة الأنبياء. [.....]

﴿ ٦٠