٦

وقوله ١٠٨ ب : يرثنى [٦] تقرأ جزما ورفعا : قرأها يحيى «٧» بن وثّاب جزما والجزم الوجه لأن

(٧) وهى قراءة أبى عمرو والكسائي وافقهما اليزيدي والشنبوذى. وقرأ الباقون بالرفع.

(يَرِثُنِي) من آية سوى الأولى فحسن الجزاء. وإذا رفعت كانت صلة للولىّ : هب لى الذي يرثنى.

ومثله (ردءا «١» يصدّقنى) و(يصدّقنى).

وإذا أوقعت الأمر على نكرة : بعدها فعل فى أوّله الياء والتّاء والنون والألف «٢» كان فيه وجهان : الجزم على الجزاء والشرط ، والرفع على أنه صلة للنكرة بمنزلة الذي ، كقول القائل : أعرنى دابّة أركبها ، وإن شئت أركبها : وكذلك (أَنْزِلْ «٣» عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا) ولو قال (تكن «٤» لنا) كان صوابا. فإذا كان الفعل الذي بعد النكرة ليس للأوّل ولا يصلح فيه إضمار الهاء إن كان الفعل واقعا على الرجل فليس إلّا الجزم كقولك : هب لى ثوبا أتجمّل «٥» مع الناس لا يكون (أتجمّل) إلّا جزما لأن الهاء لا تصلح فى أتجمل. وتقول : أعرنى دابّة أركب يا هذا لأنك تقول أركبها فتضمر الهاء فيصلح ذلك.

(١) الآية ٣٤ سورة القصص. وقراءة الرفع لحمزة وعاصم ، وقراءة الجزم للباقين.

(٢) ا : «الأول» والألف أول حروف الهجاء.

(٣) الآية ١١٤ سورة المائدة.

(٤) ورد الجزم عن المطوعى أحد رواة الأعمش فى القراءات الشاذة.

(٥) فى ش : «أتجمل به» ولو كان كذلك لصح الرفع لوجود الرابط.

﴿ ٦