١٥

وقوله : وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ [١٥] وإنما قال (على) ولم يقل : ودخل المدينة حين غفلة ، وأنت تقول : دخلت المدينة حين غفل أهلها ، ولا تقول : دخلتها على حين غفل أهلها. وذلك أنّ الغفلة كانت تجزئ من الحين ، ألا ترى أنك تقول : دخلت على غفلة وجئت على غفلة ، فلمّا كان (حين) كالفضل فى الكلام ، والمعنى : فى غفلة أدخلت فيه (على) ولو لم تكن كان صوابا. ومثله قول اللّه (عَلى فَتْرَةٍ «٣» مِنَ الرُّسُلِ) ولو كان على حين فترة من الرسل لكان بمنزلة هذا. ومثله قوله العجير :

..... ومن يكن فتى عام عام الماء فهو كبير «٤»

(٣) الآية ١٩ سورة المائدة

(٤) البيت بتمامه - كما فى اللسان - :

رأتنى ت «قالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ»

(٣) ا : «و تدعونى»

(٤) هو كثير كما فى معجم البلدان (مدين). والعصم جمع الأعصم وهو الوعل. والعقول جمع عقل وهو الملجأ.

وشعف العقول رءوسها وأعاليها. والفادر : الوعل المسن أو الشاب. وكأنه من صفة العصم فيكون مرفوعا. وقد جاء صفة للجمع لما كان الجمع على زنة المفرد.

(٥) أي مهتديا

﴿ ١٥