٦

وقوله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ [٦] نزلت فى النضر بن الحارث الدارىّ. وكان يشترى كتب الأعاجم فارس والروم وكتب أهل الحيرة (ويحدّث «٣») بها أهل مكة وإذا سمع القرآن أعرض عنه واستهزأ به. فذلك قوله (وَ يَتَّخِذَها هُزُواً) وقد اختلف القراء فى (وَ يَتَّخِذَها)

 (٣) ا : «فيحدث».

فرفع «١» أكثرهم ، ونصبها يحيى بن وثّاب والأعمش وأصحابه. فمن رفع ردّها على (يشترى) ومن نصبها ردّها على قوله (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ) : وليتّخذها.

وقوله (وَ يَتَّخِذَها) يذهب إلى آيات القرآن. وإن شئت جعلتها للسبيل لأن السّبيل قد تؤنّث قال (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي «٢» أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ) وفى قراءة أبىّ (وإن «٣» يروا سبيل الرشد لا يتّخذوها سبيلا وإن يروا سبيل الغىّ يتّخذوها سبيلا).

حدّثنا أبو العبّاس قال حدّثنا محمد قال حدّثنا الفراء قال حدّثنى حبّان عن ليث عن مجاهد فى قوله (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) قال : هو الغناء قال الفراء : والأوّل تفسيره عن ابن عباس.

(١) النصب لحفص وحمزة والكسائي وخلف ، وافقهم الأعمش. والرفع للباقين. [.....]

(٢) الآية ١٠٨ سورة يوسف.

(٣) الآية ١٤٦ سورة الأعراف. وقراءة الجمهور : «لا يتخذوه».

﴿ ٦