١٦

وقوله : وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ [١٦] مرفوعة لأنّ فيها الواو وإذا كانت الواو كان فى الواو فعل مضمر ، وكان معنى (إذا) التأخير ، أي ولو فعلوا ذلك لا يلبثون خلافك إلا قليلا إذا. وهى فى إحدى القراءتين (وإذا لا يلبثوا) بطرح النون يراد «١»

بها النصب. وذلك جائز ، لأنّ الفعل متروك

(١) ا : «به».

فصارت كأنها لأوّل الكلام ، وإن كانت فيها الواو. والعرب تقول : إذا أكسر أنفك ، إذا أضربك ، إذا أغمّك إذا أجابوا بها متكلّما. فإذا قالوا : أنا إذا أضربك رفعوا ، وجعلوا الفعل أولى باسمه من إذا كأنّهم قالوا : أضربك إذا ألا ترى أنهم يقولون : أظنّك قائما ، فيعملون الظنّ إذا بدءوا به/ ١٤٧ ب وإذا وقع بين الاسم وخبره أبطلوه ، وإذا تأخّر بعد الاسم وخبره أبطلوه. وكذلك اليمين يكون لها جواب إذا بدئ بها فيقال : واللّه إنك لعاقل ، فإذا وقعت بين الاسم وخبره قالوا :

أنت واللّه عاقل. وكذلك إذا تأخّرت لم يكن لها جواب لأنّ الابتداء بغيرها. وقد تنصب العرب بإذا وهى بين الاسم وخبره فى إنّ وحدها ، فيقولون : إنى إذا أضربك ، قال الشاعر :

لا تتركنّى فيهم شطيرا إنى إذا أهلك أو أطيرا «١»

و الرفع جائز. وإنما جاز فى (إنّ) ولم يجز فى المبتدأ بغير (إنّ) لأن الفعل لا يكون مقدّما فى إنّ ، وقد يكون مقدّما لو أسقطت. (١) الشطير : الغريب وانظر الخزانة ٤/ ٥٧٤.

﴿ ١٦