٨

وقوله : أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً [٨] يقول : شبّه عليه عمله ، فرأى سيّئه حسنا.

ثم قال/ ١٥٤ ب (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) فكان الجواب متبعا بقوله

(فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) واكتفى بإتباع الجواب بالكلمة الثانية لأنها كافية من جواب الأولى : ولو أخرج الجواب كله كان «١» : أفمن زين له سوء عمله ذهبت نفسك ، أو تذهب نفسك لأن قوله (فَلا تَذْهَبْ) نهى يدلّ على أن ما نهى عنه قد مضى فى صدر الكلمة. ومثله فى الكلام :

إذا غضبت فلا تقتل ، كأنّه كان يقتل على الغضب ، فنهى عن ذلك. والقراء مجتمعون على (تَذْهَبْ نَفْسُكَ) وقد ذكر بعضهم عن أبى جعفر المدنىّ (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ) وكلّ صواب.

(١) ا : «لكان».

﴿ ٨