١٠

وقوله : مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [١٠] فان (الْعِزَّةَ) «٢» معناه : من كان يريد علم العزّة ولمن هى فإنها للّه جميعا ، أي كل وجه من العزّة فلله.

وقوله : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) القرّاء مجتمعون على (الْكَلِمُ) إلا أبا عبد الرحمن فإنه قرأ (الكلام الطيّب) وكلّ حسن ، و(الكلم) أجود ، لأنها كلمة وكلم. وقوله (الكلمات) فى كثير من القرآن يدلّ على أن الكلم أجود : والعرب تقول كلمة وكلم ، فأمّا الكلام فمصدر.

وقد قال الشاعر :

مالك ترغين ولا يرغو الخلف وتضجرين والمطىّ معترف «٣»

فجمع الخلفة بطرح الهاء ، كما يقال : شجرة وشجر.

وقوله : (وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) أي يرفع الكلم الطيّب. يقول : يتقبّل الكلام الطيّب إذا كان معه عمل صالح. ولو قيل : (والعمل الصّالح) بالنصب على معنى : يرفع اللّه العمل الصّالح ، فيكون المعنى : يرفع اللّه (العمل «٤» الصالح) ويجوز على هذا المعنى الرفع ، كما جاز النصب لمكان الواو فى أوّله.

 (٢) يريد تفسير قوله : «فلله العزة» وفى ش : «فإن».

(٣) ترغين من الرغاء. وهو صياح الإبل. والخلف جمع خلفة وهى الناقة الحامل. والمعترف الصابر. [.....]

(٤) سقط فى ا.

﴿ ١٠