١١

وقوله : جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ [١١] يقول مغلوب «٤» عن أن يصعد إلى السّماء.

و(ما) هاهنا صلة. والعرب تجعل (ما) صلة فى المواضع التي دخولها وخروجها فيها سواء ، فهذا من ذلك.

(٤) ا : «على».

و قوله (عَمَّا قَلِيلٍ «١» لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) من ذلك.

وقوله (فَبِما «٢» نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) من ذلك لأن دخولها وخروجها لا يغيّر المعنى.

وأمّا قوله (إِلَّا الَّذِينَ «٣» آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ) فإنه قد يكون على هذا المعنى.

ويكون أن تجعل (ما) اسما وتجعل (هم) صلة لما ويكون المعنى : وقليل ما تجدنّهم فتوجّه (ما) والاسم إلى المصدر ألا ترى أنك تقول : قد كنت أراك أعقل ممّا أنت فجعلت (أنت) صلة لما والمعنى. كنت أرى عقلك أكثر ممّا هو ، ولو لم ترد المصدر لم تجعل (ما) للناس ، لأنّ من هى التي تكون للناس وأشباههم. والعرب تقول : قد كنت أراك أعقل منك ومعناهما «٤» واحد ، وكذلك قولهم : قد كنت أراه غير ما هو المعنى : كنت أراه على غير ما رأيت منه.

(١) الآية ٤٠ سورة المؤمنين.

(٢) الآية ١٥٥ سورة النساء ، والآية ١٣ سورة المائدة.

(٣) الآية ٢٤ سورة ص.

(٤) أي معنى قوله : «كنت أراك أعقل مما أنت» وقوله : «كنت أراك أعقل منك».

﴿ ١١