٥

قوله عز وجل : أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ (٥).

قرأ الأعمش : «إن كنتم» بالكسر ، وقرأ عاصم والحسن «٢» : «ان كنتم» بفتح (أن) [١٦٩/ ١] ، كأنهم أرادوا شيئا ماضيا ، وأنت تقول فى الكلام : أأسبّك إن حرمتنى؟ تريد إذ حرمتنى ، وتكسر إذا أردت أأسبك إن حرمتنى «٣» ، ومثله : «وَ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ» «٤» تكسر (إن) وتفتح «٥».

ومثله : «فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ» «٦» «إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا» «٧» ، و«إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا» «٨» ، والعرب تنشد قول الفرزدق.

أ تجزع إن أذنا قتيبة حزتا جهارا ، ولم تجزع لقتل ابن خازم؟ «٩»

(٢) اختلف فى «ان كنتم» فنافع وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة على أنها شرطية ، وإن كان إسرافهم محققا على سبيل المجاز ، وجوابه مقدر يفسره : أفتضرب أي إن أسرفت نترككم. وافقهم الحسن والأعمش ، والباقون بالفتح على العلة مفعولا لأجله أي : لأن كنتم (الاتحاف ٣٨٤).

(٣) فى ب إن تحرمنى.

(٤) سورة المائدة آية ٢.

(٥) ابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة على أنها شرطية ، والباقون بالفتح على أنها علة للشنآن (الاتحاف ١٩٨).

(٦) الكهف الآية ٦.

(٧) سقط فى ح : إن لم يؤمنوا.

(٨) فى ش : ولم يؤمنوا.

(٩) انظر الخزانة ٣/ ٦٥٥ وفى شرح شواهد المغني ١/ ٨٦. تغضب بدل تجزع فى الشطرين.

و أنشدونى :

أ تجزع أن بان الخليط المودّع وحبل الصفا من عزة المتقطع؟ «١»

و فى كل واحد من البيتين ما فى صاحبه من الكسر والفتح ، والعرب تقول : قد أضربت عنك ، وضربت عنك إذا أردت به : تركتك ، وأعرضت عنك.

(١) انظر معانى القرآن ٢/ ١٣٤ وفى ش : أتجزع بأن الخليط ، وهو خطأ.

﴿ ٥