١٤

وقوله : قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا (١٤).

معناه فى الأصل حكاية بمنزلة الأمر ، كقولك : قل للذين آمنوا اغفروا فإذا ظهر الأمر مصرحا فهو مجزوم لأنه أمر ، وإذا كان على الخبر مثل قوله : «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا» ، «وَ قُلْ لِعِبادِي يَقُولُوا «٥» و«قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ «٦»» ، فهذا مجزوم بالتشبيه بالجزاء والشرط

(٥) سورة الإسراء الآية ٥٣.

(٦) سورة إبراهيم الآية ٣١.

كأنه قولك : قم «١» تصب خيرا ، وليس كذلك «٢» ، ولكن العرب إذا خرج الكلام فى مثال غيره وهو مقارب له عرّبوه بتعريبه ، فهذا من ذلك ، وقد ذكرناه فى غير موضع ، ونزلت قوله :

«قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ» فى المشركين قبل أن يؤمر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بقتال أهل مكة.

(١) فى (ا) ثم ، والتصويب عن ب ، ح ، ش.

(٢) في (ب) كذاك.

وقوله : لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) قرأها يحيى بن وثاب : لنجزى بالنون «٣» ، وقرأها الناس بعد «لِيَجْزِيَ قَوْماً»»

بالياء وهما سواء بمنزلة قوله : «وَ قَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ» «٥» ، «و قد خلقناك من قبل» «٦» وقد قرأ بعض القراء فيما ذكر لى : ليجزى قوما ، وهو فى الظاهر لحن ، فإن كان أضمر فى «يجزى» فعلا يقع به الرفع كما تقول : أعطى ثوبا ليجزى ذلك الجزاء قوما فهو وجه.

(٣) جاء فى الإتحاف ٣٩٠ : واختلف فى «لنجزى قوما» فنافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء مبقيا للفاعل ، أي : ليجزى اللّه ، وافقهم اليزيدي والحسن والأعمش.

وقرأ أبو جعفر بالياء المضمومة ، وفتح الزاى مبنيا للمفعول مع نصب قوما. والباقون بنون العظمة مفتوحة مبنيا للفاعل.

(٤) لم يثبت فى ح ، ش : (ليجزى قوما).

(٥) سورة مريم الآية ٩.

(٦) وهى قراءة حمزة والكسائي بنون مفتوحة ، وألف على لفظ الجمع ، وافقهم الأعمش. والباقون بالتاء المضمومة بلا ألف على التوحيد (الإتحاف ٢٩٨ وانظر النشر ٢/ ٣١٧).

﴿ ١٤