١٥

وقوله : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ إِحْساناً (١٥).

قرأها أهل الكوفة بالألف ، وكذلك هى فى مصاحفهم ، وأهل المدينة وأهل البصرة يقرءون :

(حسنا) «١» وكذلك هى فى مصاحفهم ، ومعناهما واحد واللّه أعلم.

(١) جاء فى الاتحاف (٣٩١) : واختلف فى حسنا ، فعاصم وحمزة والكسائي وخلف : إحسانا ، وافقهم الأعمش ، والباقون بضم الحاء وسكون السين بلا همز ولا ألف (وانظر الطبري ٢٦/ ١٠). [.....]

وقوله : حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً (١٥).

وفى قراءة عبد اللّه : حتّى إذا استوى وبلغ أشده «٢» وبلغ أربعين سنة ، والمعنى فيه ، كالمعنى فى قراءتنا لأنه جائز فى العربية أن تقول : لمّا ولد لك وأدركت مدرك الرجال عققت وفعلت ، والإدراك قبل الولادة ، ويقال : إن الأشدها هنا هو الأربعون «٣».

وسمعت بعض المشيخة يذكر بإسناد له فى الأشد : ثلاث وثلاثون ، وفى الاستواء : أربعون.

وسمعت أن الأشد فى غير هذا الموضع : ثمانى عشرة. والأول أشبه بالصواب لأن الأربعين أقرب فى النسق إلى ثلاث وثلاثين ومنها إلى ثمانى عشرة ألا ترى أنك تقول : أخذت عامة المال أو كلّه ، فيكون أحسن من أن تقول : أخذت «٤» أقلّ المال أو كلّه. ومثله قوله : «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ» «٥» ، فبعض ذا قريب من بعض ، فهذا سبيل كلام العرب [١٧٦/ ا] ، والثاني يعنى ثمانى عشرة ، [و] «٦» لو ضم إلى الأربعين كان وجها.

(٢) بلغ الرجل أشده إذا اكتهل (ابن سيده) ونقله اللسان.

(٣) وقال الزجاج هو من نحو سبع عشرة إلى الأربعين ، وقال مرة هو ما بين الثلاثين والأربعين (اللسان :

شدد).

(٤) فى ش أخذ.

(٥) سورة المزمل الآية ٢٠.

(٦) فى ب : لو ، سقط.

وقوله : أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ (١٥).

نزلت هذه الآية : فى أبى بكر الصديق رحمه اللّه.

[حدثنا محمد قال ] «١» حدثنا الفراء قال : حدثنى به حبان بن على العنزىّ عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : نزلت فى أبى بكر رحمه اللّه إلى قوله : «أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ «٢»» إلى آخر الآية «٣».

وقرأ يحيى بن وثاب ، وذكرت عن بعض أصحاب عبد اللّه : «نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ» بالنون. وقراءة «٤» العوام : «يتقبل «٥» عنهم أحسن ما عملوا ويتجاوز عن سيئاتهم» بالياء وضمها «٦» ، ولو قرئت «تتقبّل عنهم [أحسن ما عملوا] «٧» وتتجاوز» كان صوابا.

(١) الزيادة من ب.

(٢) لم تثبت (أحسن) سقط فى ح ، ش.

(٣) فى ب : أولئك الذين نتقبل عنهم. إلى آخر الآية : أحسن.

(٤) فى ب : وقرأه.

(٥ ، ٦) لم يثبت فى ح.

(٧) التكملة من ب ، ش.

﴿ ١٥