١٤وقوله : قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا (١٤). فهذه نزلت فى أعاريب بنى أسد قدموا على «١٢» النبي صلّى اللّه عليه المدينة بعيالاتهم طمعا فى الصدقة ، فجعلوا يروحون ويغدون ، ويقولون : أعطنا فإنا أتيناك بالعيال والأثقال ، وجاءتك العرب على ظهور رواحلها فأنزل اللّه جل وعز «يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا» (١٧) (وأن) فى موضع نصب لأنها فى قراءة عبد اللّه : يمنون عليك إسلامهم ، ولو جعلت : يمنّون عليك لأن أسلموا ، فإذا ألقيت اللام كان نصبا مخالفا للنصب الأول. (١٢) فى ش إلى. وقوله : لا يَلِتْكُمْ (١٤). لا ينقصكم ، ولا يظلمكم من أعمالكم شيئا ، وهى من لات يليت ، والقراء مجمعون «١» عليها ، وقد قرأ بعضهم : لا يألتكم «٢» ، ولست «٣» أشتهيها لأنها بغير ألف كتبت فى المصاحف ، وليس هذا بموضع يجوز فيه سقوط الهمز ألا ترى قوله : (يأتون) «٤» ، و(يأمرون) «٥» ، و(يأكلون) «٦» لم تلق الألف فى شىء منه لأنها ساكنة ، وإنما تلقى الهمزة إذا سكن ما قبلها ، فإذا «٧» سكنت هى تعنى «٨» الهمزة ثبتت فلم تسقط ، وإنما اجترأ على قراءتها «يألتكم» أنه وجد «وَ ما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ» «٩» فى موضع ، فأخذ ذا من ذلك فالقرآن ١» يأتى باللغتين المختلفتين ألا ترى قوله : (تملى عليه) «١١». وهو فى موضع آخر : «فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ» «١٢». ولم تحمل إحداهما على الأخرى فتتفقا ولات يليت ، وألت يألت لغتان [قال حدثنا محمد بن الجهم بن إبراهيم السمري قال حدثنا الفراء] «١٣». (١) فى ب ، ش : مجتمعون. (٢) قرأ الجمهور : (لا يلتكم) : من لات يليت ، وهى لغة الحجاز (البحر المحيط ٨/ ١١٧) وقرأ الحسن والأعرج وأبو عمرو (لا يألتكم) ، من ألت وهى لغة غطفان وأسد (البحر المحيط ٨/ ١١٧). (٣) سقط فى ح. [.....] (٤) فى مواضع من القرآن الكريم : سورة التوبة آية ٥٤ ، والاسراء آية ٨٨ والكهف آية ١٥ ... (٥) كما فى آل عمران : الآيات ٢١ ، ١٠٤ ، ١١٤ والنساء الآية ٣٧ والحديد الآية ٢٤. (٦) فى مواضع من القرآن مثلا : البقرة آية ١٧٤ ، ٢٧٥ والنساء آية ١٠. (٧) فى ح : وإذا. (٨) فى ش يعنى. (٩) سورة الطور : ٢١. (١٠) فى ب : والقرآن. (١١) سورة الفرقان الآية ٥. (١٢) سورة البقرة الآية ٢٨٢. (١٣) ما بين الحاصرتين زيادة فى ب. |
﴿ ١٤ ﴾