٦وقوله : وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ «١» (٦). النجم : ما نجم مثل : العشب ، والبقل وشبهه. والشجر : ما قام على ساق. ثم قال : يسجدان ، وسجودهما : أنهما يستقبلان الشمس إذا طلعت ، ثم يميلان معها حتى ينكسر الفيء ، والعرب إذا جمعت الجمعين من غير الناس مثل : السدر ، والنخل جعلوا فعلهما واحدا ، فيقولون : الشاء والنعم قد أقبل ، والنخل والسدر قد ارتوى ، فهذا أكثر كلامهم ، وتثنيته جائزة. قال الكسائي : سمعت العرب تقول : مرت بنا غنمان سودان «٢» وسود. قال الفراء : وسود أجود من سودان لأنه نعت تأتى على الاثنين ، فإذا «٣» كان أحد الاثنين مؤنثا مثل : الشاء والإبل قالوا : الشاء والإبل مقبلة لأن الشاء ذكر ، والإبل أنثى ، ولو قلت : مقبلان لجاز ، ولو قلت : مقبلتان تذهب إلى تأنيث الشاء مع تأنيث الإبل كان صوابا ، إلا أن التوحيد أكثر وأجود. فإذا قلت : هؤلاء قومك وإبلهم قد أقبلوا ذهبت بالفعل إلى الناس خاصة لأن الفعل لهم ، وهم الذين يقبلون بالإبل ، ولو أردت إقبال هؤلاء وهؤلاء لجاز - قد أقبلوا لأن الناس إذا خالطهم شىء من البهائم ، صار فعلهم كفعل الناس كما قال : «وَ نَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ» «٤» فصارت الناقة بمنزلة الناس. (١) زيادة فى ب. (٢) فى ح : «سوان «تحريف. (٣) فى (ا) : إذا. (٤) سورة القمر الآية : ٢٨. و منه قول اللّه عز وجل : «فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» «١» ، و«من» إنما تكون للناس ، فلما فسّرهم وقد كانوا اجتمعوا فى قوله : «وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ» «٢» فسرهم بتفسير الناس. (١ ، ٢) سورة النور الآية : ٤٥ ، و(خالق) قراءة حمزة والكسائي ، كما فى الإتحاف : ١٦٩. |
﴿ ٦ ﴾