١٧

وقوله : فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما «٤» فِي النَّارِ خالِدَيْنِ (١٧) وهى فى قراءة عبد اللّه : فكان عاقبتهما «٥» أنهما خالدان فى النار ، وفى [١٩٦/ ب ] قراءتنا «خالِدَيْنِ فِيها» نصب ، ولا أشتهى الرفع ، وإن كان يجوز وذلك أن الصفة قد عادت على النار مرتين ، والمعنى للخلود ، فإذا رأيت الفعل بين صفتين قد عادت إحداهما على موضع الأخرى نصبت الفعل ، فهذا من ذلك ، ومثله فى الكلام قولك : مررت برجل على بابه متحملا به ، ومثله قول الشاعر :

و الزعفران على ترائبها شرقا به اللبات والنحر «٦»

لأن الترائب «٧» هى اللبات هاهنا ، فعادت الصفة باسمها الذي وقعت عليه أولا ، فإذا اختلف الصفتان : جاز الرفع والنصب على حسن. من ذلك قولك : عبد اللّه فى الدار راغب فيك.

ألا ترى أن (فى) التي فى الدار مخالفة (لفى) التي تكون فى الرغبة والحجة «٨» ما يعرف به النصب

 (٤ ، ٥) سقط فى ش.

(٦) أورده فى البحر المحيط ، ولم ينسبه ، والرواية فيه : شرقت به مكان : شرقابه (البحر المحيط ٨/ ٤٥٣).

(٧) فى ح ، ش : التراب ، تحريف.

(٨) فى الأصل : ومخنة ولعلها : ومحجة ، والتصويب عن تفسير الطبري (٢٨/ ٥٢).

من الرفع. ألا ترى الصفة الآخرة تتقدم قبل الأولى ، إلّا أنك تقول : هذا أخوك فى يده درهم قابضا عليه ، فلو قلت : هذا أخوك قابضا عليه فى يده درهم [لم يجز] «١». وأنت تقول : هذا رجل فى يده درهم قائم إلى زيد. ألا ترى أنك تقول : هذا رجل قائم إلى زيد فى يده درهم ، فهذا يدل على المنصوب إذا امتنع تقديم الآخر ، ويدل على الرفع إذا سهل تقديم الآخر.

(١) سقط فى ش.

﴿ ١٧