٤

وقوله : وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ (٤).

من العرب من يجزم بإذا ، فيقول : إذا تقم أقم ، أنشدنى بعضهم :

و إذا نطاوع أمر سادتنا لا يثننا جبن ولا بخل

و قال آخر «٢» :

و استغن ما أغناك ربّك بالغنى وإذا تصبك خصاصة فتجّمل «٣»

و أكثر الكلام فيها الرفع لأنها تكون فى مذهب الصفة ، ألا ترى أنك تقول :

الرّطب [إذا اشتد الحر ، تريد فى ذلك الوقت. فلما كانت فى موضع صفة كانت صلة للفعل ] «٤» الذي يكون قبلها ، أو بعد الذي يليها ، كذلك قال الشاعر :

و إذا تكون شديدة أدعى لها وإذا يحاس الحيس يدعى جندب «٥»

(٢) فى ش الآخر.

(٣) هو العبد قيس بن خفاف (انظر المفضليات ٢/ ١٨٥) والأصمعيات ٢٦٩. وفى (ح) «فتحمل» مكان «فتجمل»

(٤) سقط فى ح ، ش.

(٥) الخزانة ١/ ٢٤٣.

و قوله : كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ (٤).

خفف الأعمش «٦» ، وثقل إسماعيل بن جعفر المدني عن أصحابه وعاصم ، فمن ثقل فكأنه جمع

 (٦) وهى قراءة قنبل وأبى عمرو والكسائي والبراء بن عازب ، واختيار أبى عبيد (تفسير القرطبي ١٨/ ١٢٥).

خشبة خشابا ، ثم جمعه [١٩٩/ ب ] فثقل ، كما قال «١» : ثمار وثمر. وإن شئت جمعته ، وهو خشبة على خشب ، فخففت وثقلت ، كما قالوا : البدنة ، والبدن والبدن «٢» ، والأكم والأكم.

والعرب تجمع بعض ما هو على صورة خشبة أرى على فعل من ذلك : أجمة وأجم ، وبدنة وبدن ، وأكمة وأكم.

ومن ذلك [من ] «٣» المعتل : ساحة وسوح ، وساق وسوق ، وعائة وعون ، ولابة «٤» ولوب ، وقارة «٥» وقور ، وحياة وحي ، قال العجاج :

و لو ترى إذا الحياة حىّ «٦» وكان ينبغى أن يكون : حوى ، فكسر أولها لئلا تتبدل الياء واوا ، كما قالوا : بيض وعين.

(١) فى ش : قالوا.

(٢) سقط فى ح ، ش.

(٣) زيادة من ش تقيم العبارة.

(٤) اللابة : الحرة.

(٥) القارة : الجبيل ، أو الصخرة العظيمة.

(٦) يروى وقد مكان ولو. انظر أراجيز العرب : ١٧٥. واللسان (حى) ، والحي : الحياة.

وقوله : يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ (٤).

جبنا وخوفا ، ثم قال : «هُمُ الْعَدُوُّ» ، ولم يقل : هم الأعداء ، وكل ذلك صواب.

﴿ ٤