١٧وقوله : بَلَوْناهُمْ (١٧). بلونا أهل مكة كما يلونا أصحاب الجنة ، وهم قوم من أهل اليمن كان لرجل منهم زرع ، ونخل ، وكرم ، وكان يترك للمساكين من زرعه ما أخطأه المنجل ، ومن النخل ما سقط على البسط ، ومن الكرم ما أخطأه القطاف. كان ذلك يرتفع إلى شىء كثير ، ويعيش فيه اليتامى والأرامل والمساكين فمات الرجل ، وله بنون ثلاثة فقالوا : كان أبونا يفعل ذلك ، والمال كثير ، والعيال قليل ، فأمّا إذ «٧» كثر العيال ، وقلّ المال فإنا ندع «٨» ذلك ، ثم تآمروا «٩» أن يصرموا (٧) فى ش : فإذا كثر ، وفى (ا) إذا ، وكل تحريف. (٨) كذا فى ب ، ح ، ش وفى ا : لا ، تحريف. (٩) فى ا - يأمرو ، تحريف. فى سدف : «١» فى ظلمة - باقية من الليل لئلا يبقى للمساكين شىء ، فسلط اللّه على مالهم نارا فأحرقته ، فغدوا على مالهم ليصرموه ، فلم يروا شيئا إلا سوادا فقالوا : «إِنَّا لَضَالُّونَ» ، ما هذا بمالنا ، ثم قال بعضهم : بل هو مالنا حرمناه «٢» بما صنعنا بالأرامل والمساكين ، وكانوا قد أقسموا ليصر منها «٣» أول الصباح ، ولم يستثنوا : لم يقولوا : إن شاء اللّه ، فقال أخ لهم أو سطهم ، أعدلهم قولا : ألم أقل لكم لو لا تسبّحون؟ فالتسبيح هاهنا فى معنى الاستثناء «٤» ، وهو كقوله : (واذكر ربّك إذا نسيت) «٥». (١) فى ح : من. (٢) كذا فى ش وفى ا ، ب ، ح : حرمنا. (٣) فى ح : لنصر منها. (٤) فى اللسان : وقوله : ألم أقل لكم لو لا تسبحون أي تستثنون ، وفى الاستثناء تعظيم اللّه ، والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء اللّه ، فوضع لتنزيه اللّه موضع الاستثناء. (٥) سورة الكهف : ٢٤. |
﴿ ١٧ ﴾