١٤

وقوله عز وجل ذكره : وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (١٤).

يكون نصبا على ذلك : جزاؤهم جنة متكئين فيها ، ودانية ظلالها. وإن شئت جعلت : الدانية تابعة للمتكئين على سبيل القطع الذي قد يكون رفعا على [١١٨/ ب ] الاستئناف. فيجوز مثل قوله :

«وَ هذا بَعْلِي شَيْخاً» «٢» «و شيخ» ، وهى فى قراءة أبى : «و دان عليهم ظلالها» فهذا مستأنف فى موضع رفع ، وفى قراءة عبد اللّه : «و دانيا عليهم ظلالها» «٣» ، وتذكير الداني وتأنيثه كقوله :

«خاشعا أبصارهم» «٤» فى موضع ، وفى موضع «خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ» «٥». وقد تكون الدانية منصوبة على مثل قول العرب : عند فلان جارية جميلة ، وشابة بعد طرية ، يعترضون بالمدح اعتراضا ، فلا ينوون به النسق على ما قبله ، وكأنهم يضمرون مع هذه الواو فعلا تكون به النصب فى إحدى القراءتين : «و حورا عينا» «٦». أنشدنى بعضهم :

و يأوى إلى نسوة عاطلات وشعثا مراضيع مثل السعالى «٧»

بالنصب يعنى : وشعثا ، والخفض أكثر.

(٢) سورة هود ، الآية ٧٢.

(٣) وهى أيضا قراءة الأعمش ، وهو كقوله : خاشعا أبصارهم (البحر المحيط ٨/ ٣٩٦)

(٤) سورة القمر : ٧ ، و(خاشعا) قراءة أبى عمرو وحمزة والكسائي ومن وافقهم ، والباقون يقرءونها (خشّعا) الإتحاف ٢٥٠.

(٥) سورة القلم ، الآية : ٤٣.

(٦) فى قراءة أبى ، وعبد اللّه أي : يزوجون حورا عينا (المحتسب ، ٢/ ٣٠٩ والبحر المحيط ٨/ ٢٠٦)

(٧) البيت لأمية بن عائذ الهذلي ، ويروى :

له نسوة عاطلات الصدو عوج مراضيع مثل السّعالى

و رواية اللسان : ويأوى إلى نسوة عطّل. والسعالى : جمع سعلاة ، وهى : الغول أو سحرة الجن ، تشبه بها المرأة لقبحها ، ديوان الهذليين : ٢ : ١٨٤.

وقوله عز وجل : وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلًا (١٤).

يجتنى أهل الجنة الثمرة قياما وقعودا ، وعلى «١» كل حال لا كلفة فيها.

(١) فى ش : على.

﴿ ١٤