١٨

وقوله عز وجل : زَنْجَبِيلًا (١٧) عَيْناً (١٨).

ذكر أن الزنجبيل هو العين ، وأن الزنجبيل اسم لها ، وفيها من التفسير ما فى الكافور.

وقوله عز وجل : تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (١٨).

ذكروا أن السلسبيل اسم للعين ، وذكر أنه صفة للماء لسلسلته وعذوبته ، ونرى أنه لو كان اسما للعين لكان ترك الإجراء فيه أكثر ، ولم نر أحدا من القراء ترك إجراءها وهو جائز فى العربية ، كما كان فى قراءة عبد اللّه : «و لا تذرنّ ودّا ولا سواعا ولا يغوثا ويعوقا «٣»» بالألف. وكما قال :

 (٣) سورة نوح ، الآية : ٢٣.

«سلاسلا» ، و«قواريرا» بالألف ، فأجروا ما لا يجرى ، وليس بخطأ ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فى الشعر ، فلو كان خطأ ما أدخلوه فى أشعارهم ، قال متمم بن نويرة :

فما وجد أظار ثلاث روائم رأين مجرّا من حوار ومصرعا «١»

فأجرى روائم ، وهى مما لا يجرى «٢» فيما لا أحصيه فى أشعارهم.

(١) فى ب : من خوار ، تصحيف.

ورواية البيت فى المفضليات :

و ما وجد أظآر ثلاث روائم أصبن مجرا من ...

إلخ والأظآر : جمع ظئر ، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل ، والروائم : جمع رائم ، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار : ولد الناقة ، المجر والمصرع : مصدران من : الجر والصرع ، انظر اللسان ، مادة ظأر و(المفضليات ٢/ ٧٠).

(٢) فى ش : مما يجرى ، سقط.

﴿ ١٨