١٦ثم قال جل وعز { أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى } قال مجاهد آمن ثم كفروا ويقال كيف قال اشتروا وإنما يقال اشتريت كذا بكذا اذا دفعت شيئا أخذت غيره والجواب عن قول مجاهد انهم كفروا بعد الأيمان فصار الكفر لهم بدلا من الأيمان وصاروا بمنزلة من باع شيئا بشيء وقيل لما أعطوا بألسنتهم الأيمان وأبوه بقلوبهم فباعوا هذا الذي ظهر بألسنتهم بالذي في قلوبهم والذي في قلوبهم هو الحاصل لهم فهو بمنزلة العوض أخرج من أيديهم وقيل لما سمعوا التذكرة والهدى ردوها واختاروا الضلالة فكانوا بمنزلة من دفع اليه شيء فاشترى به غيره قال ابن كيسان قيل هو مثل قوله تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } فلما كان خلقهم للعبادة صار ما خلفها مبدلا عنها بصدهم عما خلقوا له واصل الضلاله الحيرة وسمي النسيان ضلاله لما فيه من الحيرة كما ذقال جل وعز { قال فعلتها إذا وأنا من الضالين } أي الناسين ويسمى الهلاك ضلاله كما قال عز وجل وقالوا { أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد } ثم قال جل وعز { فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين } فأنزلوا منزلة من اتجر لان الربح والخسران إنما يكونان في التجاره والمعنى فما ربحوا في تجارتهم ومثله قول العرب خسر بيعه لأنه قد عرف المعنى ثم قال جل وعز { وما كانوا مهتدين } أي بفعلهم الذي فعلوه من إيثار الضلالة على الهدى ويجوز وما كانوا مهتدين في علم اللّه عز وجل |
﴿ ١٦ ﴾