٢٣٥

 وقوله تعالى { ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء }

 روى مجاهد عن ابن عباس قال هو ان يقول أريد ان اتزوج وكره ان يقول لا تبسقيني بنفسك في العدة

 وقال القاسم بن محمد هو ان يقول الرجل للمرأة وهي في عدتها من وفاة زوجها انك علي لكريمة واني فيك لراغب وان اللّه لسائق اليك خيرا ورزقا ونحو هذا من القول

 وقالت سكينة بنت حنظلة وكانت تحت ابن عم لها فتوفي فدخل علي ابو جعفر محمد بن علي وانا في عدتي فس

 ثم قال كيف اصبحت فقلت بخير جعلك اللّه بخير فقال انا من قد علمت قرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقرابته من علي وحقي في الاسلام وشرفي في العرب

 قالت فقلت له غفر اللّه لك يا ابا جعفر انت رجل يؤخذ منك ويروى عنك تخطبني في عدتي قال ما فعلت انما اخبرتك بمنزلتي من رسول اللّه صلى اللّه عليه وس

 ثم قال دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ام سلمة بنت ابي امية بن المغيرة

المخزومية وتأيمت من ابي سلمة بن عبد الاسد وهو ابن عمها فلم يزل يذكر منزلته من اللّه حتى اثر الحصير في يده من شدة ما يعتمد عليه بيده فما كانت تلك خطبة

 ثم قال تعالى { أو أكننتم في أنفسكم }

 قيل من أمر النكاح

 ثم قال تعالى { علم اللّه أنكم ستذكرونهن }

 قال الحسن أي في الخطبة

 وقال مجاهد أي في نفسه

 ثم قال تعالى { ولكن لا تواعدوهن سرا }

 قال سعيد بن جبير السر ان يعاقدها على ان لا تتزوج

غيره

 وقال مجاهد هو ان يقول لا تفوتيني بنفسك

 وقال ابو مجلز وابراهيم والحسن هو الزنا

 وقال ابو عبيدة هو الافصاح في النكاح

 قال محمد بن يزيد قوم يجعلون السر زنا وقوم يجعلونه الغشيان وكلا القولين خطا انما هو الغشيان من غير وجهه قال اللّه تعالى { ولكن لا تواعدوهن سرا } فليس هذا موضع الزنا

 قال ابو جعفر الذي قال محمد بن يزيد من ان السر الغشيان من غير وجهه عند أهل اللغة كما قال الا ان الاشبه في الآية ما قال سعيد بن جبير ان المعنى لا تواعدوهن نكاحا

فسمي النكاح سرا لان الغشيان يكون فيه وزعم محمد بن جرير ان اولى الاقوال باصواب ان السر الزنا ولا يصح قول من قال السر ان يقول لها ل تسبقيني بنفسك لانه قول علانية فان اراد ان يقال سرا قيل له فهو اذا مطلق علانية وهذا لايقوله احد ولا يكون السر النكاح الصحيح لانه لا يكون الا بولي وشاهدين وهذا علانية

 ومعنى { ستذكرونهن } ستذكرون خطبتهن { ولكن لا تواعدوهن سرا } يقال لها قد ذكرتك في نفسي وقد صرت زوجتي فبغرها بذلك حتى يصل الى جماعها زن

 ثم قال تعالى { إلا أن تقولوا قولا معروفا }

 قال مجاهد هو التعريض

 وقال سعيد بن جبير ان يقول لها أنى لأرجو ان نجتمع أني إليك لمائل

 وروى عطاء الخراساني عن ابن عباس { ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله } حتى تنقضى العدة

 والتقدير في اللغة حتى يبلغ فرض الكتاب ويجوز ان يكون الكتاب بمعنى الفرض تمثيل

 ثم قال تعالى { واعلموا أن اللّه يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }

 أي يعلم ما تحتالون به

﴿ ٢٣٥