١٠٣

 وقوله عز وجل { واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا }

 قال عبد اللّه ابن مسعود حبل اللّه القرآن

 وقال ابن عباس الحبل العهد وقال الاعشى

  واذا تجوزها حبال قبيلة  اخذت من الاخرى اليك حبالها 

 وأصل الحبل في اللغة السبب ومنه سمي حبل البئر لانه السبب الذي يوصل به الى مابها

 ومنه قيل فلان يحطب في حبل فلان أي يميل اليه والى أسبابه واصل هذا ان الحاطب يقطع اغصان الشجر فيجعلها في حبله فاذا قطع غيره وجعله في حبله قيل هو يحطب في حبله

 ومنه قولهم حبلك على غاربك أي قد خليتك من سبي وأمري ونهي

 وأصل هذا ان الابل اذا اهملت للرعي القيت حبالها على غواربها لئلا تتعلق بشوك او غيره فيشغلها عن الرعي

 ومعنى { ولا تفرقوا } ولا تتفرق

 ثم حذفت احدى التاءين وقيل لهم هذا لان اليهود والنصارى تفرقوا وكفر بعضهم بعضا

 ثم قال عز وجل { واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا }

 قال عكرمة هذا في الانصار كانت بينهم شرور فألف اللّه بينهم بالاسلام

 وقيل هو عام لقريش لان بعضهم كان يغير على بعض فلما دخلوا في الاسلام حرمت عليهم الدماء فأصبحوا اخوانا أي يقصد بعضهم مقصد بعض

 ثم قال تعالى { وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها }

 وهذا تمثيل و الشفا الحرف ومنه اشفى فلان على كذا

 اذا اشرف عليه

﴿ ١٠٣