١٦١

وقوله عز وجل { وما كان لنبي أن يغل }

 وتقرأ يغل ومعنى { يغل } يخون وروى ابو صخر عن محمد بن كعب في معنى { وما كان لنبي أن يغل } قال يقول ما كان لنبي ان يكتم شيئا من كتاب اللّه عز وجل

 ويغل يحتمل معنيين

أحدهما  ان يلفي غالا أي خائنا كما تقول أحمدت الرجل اذا اصبته محمودا وأحمقته اذا اصبته أحمق قالوا ويقوي هذا القول انه روي عن الضحاك انه قال يغل يبادر الغنائم لئلا تؤخذ

والمعنى الآخر ان يكون يغل بمعنى يغل منه أي يخان منه

 وروى عن قتادة ان معنى يغل يخان

 وقد قيل فيه قول ثالث لا يصح وهو ان معنى يغل يخون ولوكان كذلك لكان يغلل

 ثم قال عز وجل { ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة }

 وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم انه قال لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة القيامة ومعه شاة لها ثغاء فيقول يا محمد فأقول لا أملك لك من اللّه شيئا

 والغلول في اللغة ان يأخذ من المغنم شيئا يستره عن أصحابه ومنه يقال للماء الذي يجري بين الشجر غلل كما قال الشاعر

  لعب السيول به فاصبح ماؤه  غللا يقطع في اصول الخروع 

 ومنه الغلالة ومنه يقال تغلغل فلان في الامر والاصل تغلل

 ومنه في صدره علي غل أي حقد ومنه غللت لحيتي وغليتها

﴿ ١٦١