٨٣وقوله عز وجل { واذا جاءهم أمر من الامن أو الخوف أذاعوا به } قال الضحاك أفشوه وسعوا به وهم المنافقون وقال غيره هم ضعفة المسلمين كانوا اذا سمعوا المنافقين يفشون أخبار النبي صلى اللّه عليه وسلم توهموا انه ليس عليهم في ذلك شيء فأفشوه فعاتبهم اللّه على ذلك فقال { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم } أي اولوا العلم { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } أي يستخرجونه يقال نبطت البئر اذا اخرجت منها النبط وهو ما يخرج منها ومن هذا سمي النبط لانهم يخرجون ماء في الارض فالمعنى لعلموا ما ينبغي أن يفشى وما ينبغي أن يفشى يكتم وقوله جل وعز { ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا } في هذه الاية ثلاثة اقوال أحدها ان المعنى ولولا ما تفضل اللّه به مما بين وأمر لاتبعتم الشيطان الا قليلا والقول الاخر ان المعنى اذاعوا به الا قليلا وهذا القول للكسائي وهو صحيح عن ابن عباس والقول الاخر قول قتاده وابن جريج وهو الذي كان يختاره أبو اسحاق ان المعنى لعلمه الذين يستنبطونه منهم الا قليلا { ولولا فضل اللّه عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان } قيل هو استثناء من لاتبعتم الشيطان يعنى به قوم لم يكونوا هموا بما هم به الاخرون من اتباع الشيطان كما قال الضحاك هم اصحاب النبي عليه السلام الا قليلا الا طائفة منهم وقيل معنى الا قليلا كلكم وقال ابو جعفر وهذا غير معروف في اللغة ومن أحسن هذه الاقوال قول من قال أذاعوا به الا قليلا لانه يبعد أن يكون المعنى يعلمونه الذين يستنبطونه منهم الا قليلا لانه اذا بين استوى الكل في علمه فبعد استثناء بعض المستنبطين منه |
﴿ ٨٣ ﴾