٩٤

 وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا اذا ضربتم في سبيل اللّه فتبينوا } وتقرأ فتثبتوا قال أبو عبيد واحداهما قريبة من الاخرى وقال غيره قد يتثبت ولا يتبين فالاختيار فتبينوا ومعنى ضربتم سافرتم  

 ثم قال جل وعز { ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلم لست مؤمنا }

وقرأ ابن عباس { لمن ألقى اليكم السلام } فمن قرأ السلم فمعناه عنده الانقياد والاستسلام ومن قرأ السلام فتحتمل قراءته معنيين

أحدهما   أن يكون بمعنى السلم

والآخر أن يكون من التسليم وروى عطاء وعكرمة عن ابن عباس أن قوما من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مروا براع فقال السلام عليكم فقالوا انما تعوذ فقتلوه وأتوا بغنمه الى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأنزل اللّه عز وجل { ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا }

قال ابن عباس يعني الغنيمة وروي عن أبي جعفر أنه قرأ { مؤمنا } بفتح الميم الثانية من أمنته اذا أجرته فهو مؤمن  

 وقوله جل وعز { كذلك كنتم من قبل فمن اللّه عليكم } قال سعيد بن جبير أي كذلك كنتم تخفون ايمانكم فمن اللّه عليكم أي فمن اللّه عليكم بالغزو واظهار الدين

واختار أبو عبيد القاسم بن سلام { ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام } وخالفه أهل النظر فقالوا السلم ههنا أشبه لانه بمعنى الانقياد والتسلم كما قال جل وعز { فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء }  

﴿ ٩٤