٩٥

 وقوله تعالى { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قال ابن عباس لا يستوي القاعدون عن بدر والخارجون إليها

 ثم قال جل وعز { غير أولي الضرر } الضرر الزمانة وتقرأ غير رفعا ونصبا قال أبو اسحق ويجوز الخفض فمن رفع فالمعنى لا يستوي القاعدون غير أولي الضرر أي لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر والمعنى لا يستوي القاعدون الاصحاء ومن قرأ غير نصبا فهو يحتمل معنيين

أحدهما   الاستثناء ويكون المعنى الا أولي الضرر فانهم يستوون مع المجاهدين

والمعنى الآخر أن يكون غير في موضع الحال أي لا يستوي القاعدون أصحاء والمعنى على النصب لانه روى زيد بن ثابت والبراء بن عازب أنه لما نزل على النبي صلى اللّه عليه وسلم { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } قام ابن أم مكتوم فقال يا رسول اللّه أنا ضرير فنزلت { غير أولي الضرر } فألحقت بها هذا معنى الحديث ومن قرأ بالخفض فالمعنى عنده من المؤمنين الذين هم غير أولي الضرر أي من المؤمنين الاصحاء  

 وقوله جل وعز { وكلا وعد اللّه الحسنى } المجاهدين وأولي الضرر وعد اللّه الحسنى

قال أهل التفسير يعني بالحسنى الجنة  

 ثم قال جل وعز { وفضل اللّه المجاهدين على القاعدين } الذين ليس لهم ضرر { أجرا عظيما درجات منه } وروي عن ابن محيريز أنه قال تلك سبعون درجة ما بين الدرجتين حضر الفرس الجواد المضمر سبعين سنة  

﴿ ٩٥