١٤٣ثم قال جل وعز { مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء } قال قتادة ولا يكونون مخلصين بالايمان ولا مصرحين بالكفر وروى عبيد اللّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين غنمين اذا جاءت الى هذه نطحتها واذا جاءت الى هذه نطحتها فلا نتبع هذه ولا هذه وأصل التذبذب في اللغة التحرك والاضطراب كما قال ألم تر أن اللّه أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب فالمعنى ان المنافقين متحيرون في دينهم لا يرجعون الى اعتقاد شيء على صحة ليسوا مع المؤمنين على بصيرة ولا مع المشركين على جهالة فهم حيارى بين ذلك والنفاق مأخوذ من النافقاء وهو أحد جحور اليربوع اذا أخذت عليه المواضع خرج منه ولا يفطن اليه وكذلك المنافق يظهر الاسلام ويخرج منه سرا وفي الحديث { للمنافق ثلاث علامات اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا ائتمن خان } وقوله جل وعز { أتريدون أن تجعلوا للّه عليكم سلطانا مبينا } قال قتادة السلطان الحجة وكذلك هو عند أهل اللغة |
﴿ ١٤٣ ﴾