٣

 وقوله جل وعز { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } يقال ميتة وميتة بمعنى واحد هذا قول من يوثق به من أهل اللغة وقيل الميتة ما لم تمت بعد والميتة التي قد ماتت وروي أنهم كانوا يجعلون الدم في المبا

 ثم يشوونها ويأكلونها فحرم اللّه جل وعز الدم المسفوح وهو المصبوب

 ثم قال جل وعز { وما أهل لغير اللّه به }

أي ذبح لغير اللّه وذكر عليه غير اسمه وأصل الاهلال الصوت ومنه سمي الاهلال بالحج وهو الصوت بالتلبية وايجاب الحج ومنه استهلال المولود ومنه أهل الهلال لان الناس اذا رأوه أومأوا اليه بأصواتهم

 ثم قال جل وعز { المنخنقة } قال قتادة هي التي تموت في خناقها

 ثم قال جل وعز { والموقوذة } قال الضحاك كانوا يأخذون الشاة أو غيرها من البهائم فيضربونها عند آلهتم حتى تم

 ثم يأكلونها ويقال وقذه وأقذه فهو موقوذ وموقذ اذا ضربه حتى يشفى على الهلاك ومنه قيل فلان وقيذ

 ثم قال جل وعز { والمتردية }

قال الضحاك المتردية أن تتردى في ركية أو من جبل ويقال تردى اذا سقط ومنه { وما يغني عنه ماله اذا تردى } والنطيحة المنطوحة

 ثم قال جل وعز { وما أكل السبع } أي ما افترسه فأكل بعضه وقرأ الحسن السبع وهو مسكن استثقالا للضمة

 ثم قال جل وعز { الا ما ذكيتم } والتذكية أن تشخب الاوداج دما ويضطرب اضطراب المذبوح وأصل التذكية في اللغة التمام وقال زهير

يفضله اذا اجتهدا عليه تمام السن منه والذكاء ومنه لفلان ذكاء أي هو تام الفهم وذكيت النار أي أتممت ايقادها وذكيت الذبيحة أتممت ذبحها على ما يجب

 ثم قال جل وعز { وما ذبح على النصب } وقرأ طلحة { على النصب } قال مجاهد هي حجارة كانت حوالي مكة يذبحون عليها وربما استبدلوا منها ويجوز أن يكون جمع نصاب

 ثم قال جل وعز { وأن تستقسموا بالازلام } قال قتادة كان أحدهم اذا أراد أن يخرج كتب على قدح يعني السهم تأمرني بالخروج وعلى الآخر لا تأمرني بالخروج وجعل بينهما سهما منيحا لم يكتب عليه شيئا فيجيلها فان خرج

الذي عليه تأمرني بالخروج خرج وان خرج الذي عليه لا تأمرني بالخروج لم يخرج وان خرج المنيح رجع فأجالها وانما قيل لهذا الفعل استقسام لانهم كانوا يستقسمون به الرزق وما يريدون كما يقال الاستسقاء في الاستدعاء للسقي ونظير هذا الذي حرمه اللّه قول المنجم لا تخرج من أجل نجم كذا أو اخرج من أجل نجم كذا وقال جل وعز { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت } قال أبو جعفر وذكر محمد بن جرير أن ابن وكيع حدثهم عن أبيه عن شريك عن أبي حصين عن سعيد بن جبير أن الازلام

حصى بيض كانوا يضربون بها قال محمد بن جرير قال لنا سفيان بن وكيع هي الشطرنج

 ثم قال جل وعز { ذلكم فسق } والفسق الخروج أي الخروج من الحلال الى الحر

 وقوله جل وعز { اليوم يئس الذين كفروا من دينكم } قال ابن عباس { يئس الذين كفروا من دينكم } المعنى يئس الذين كفروا أن تعود الجاهلية وقال ورقاء المعنى لآن يئس الذين كفروا من دينكم وهذا معروف عند أهل اللغة كما تقول أنا اليوم قد كبرت عن هذا

 وقوله جل وعز { اليوم أكملت لكم دينكم } روي أن أناسا من اليهود قالوا لو نزلت هذه الآية علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر رضي للّه عنه نزلت في يوم جمعة يوم عرفة وروي عن على رضي اللّه عنه أنه قال نزلت يوم عرفة أو عشية عرفة وفي معنى الآية قولان

أحدهما  الآن أكملت لكم دينكم بأن أهلكت عدوكم وأظهرت دينكم على الدين كله كما تقول قد تم لنا ما نريد اذا كفيت عدوك ويجوز أن يكون المعنى اليوم أكملت لكم دينكم فوق ما تحتاجون اليه من الحلال والحرام في أمر دينكم

وروى اسرائيل عن أبي اسحاق عن أبي ميسرة أنه قال في المائ

 ثماني عشرة فريضة ليست في غيرها تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير اللّه به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع وما ذبح على النصب والاستقسام بالازلام وتحليل طعام الذين أوتوا الكتاب والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب والجوارح مكلبين وتمام الطهور ( اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم

 وقوله تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما

 وقوله تعالى { ما جعل اللّه من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام } ويروى أنها آخر سورة أنزلت

 وقوله جل وعز { فمن اضطر في مخمصة } المخمصة ضمور البطن من الجوع

 ثم قال جل وعز { غير متجانف لاثم } قال قتادة الاثم ها هنا أن تأكل منها فوق الشبع

 ثم قال جل وعز { فان اللّه غفور رحيم } أي رحمكم فأباح لكم هذه الاشياء عند الضرورة

﴿ ٣