٦وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة } المعنى اذا أردتم القيام الى الصلاة وفي الكلام دليل على هذا ومثله { فاذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشيطان الرجيم } المعنى واذا أردت أن تقرأ وفي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا اذا قمتم الى الصلاة } أقوال أحدها اذا توضأ من ح ثم دخل عليه وقت الصلاة وهو على طهارة فليس عليه التوضؤ وهذا الذي عليه أكثر الناس وقد صح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى خمس صلوات بوضوء واحد وقال زيد بن أسلم أي اذا قمتم من المضاجع والقول الثاني ان الوضوء قد كان واجبا بهذه الآية على كل مريد للقيام الى الصل ثم نسخ ذلك سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والقول الثالث ان على كل قائم الى الصلاة مكتوبة الوضوء كما روى شعبة عن مسعود بن علي قال كان علي رضي اللّه عنه يتوضأ لكل صلاة ويتلو { اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم } ثم قال جل وعز { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق } قال بعض أهل اللغة المعنى مع المرافق كما قال من أنصاري الى اللّه أي مع اللّه وهذا القول خطأ لان اليد عند العرب من الاصابع الى الكتف وانما فرض غسل بعضها فلو كانت الى بمعنى مع لوجب غسل اليد كلها ولم يحتج الى ذكر المرافق والمرفق ويقال مرفق ما بعد الايدي مما يرتفق عليه أي يتكأ ومعنى الى ههنا الغاية هي على بابها الا أن أبا العباس قال اذا كان الثاني من الاول فما بعد الى داخل فيما قبله نحو قوله تعالى { الى المرافق } فالمرافق داخلة في الغسل واذا كان ما بعدها ليس من الاول فليس بداخل فيه نحو ثم أتموا الصيام الى الليل ) وقال غيره ما بعد الى ليس بداخل فيما قبلها الا أن المرافق غسلت اتباعا ثم قال جل وعز { وامسحوا برءوسكم وأرجلكم الى الكعبين } والمعنى فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم على التقديم والتأخير ومن قرأ وأرجلكم ففي قراءته أقوال أحدها ان المسح والغسل واحد قال ذلك أبو زيد ومنه قولهم تمسحت للصلاة والتقدير وأرجلكم غسلا ودل على هذا قوله الى الكعبين فحددها كما قال في اليدين الى المرافق ودل عليه حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم { ويل للاعقاب من النار } فلو كان المسح كافيا لجاز المسح على البعض وروي عن الشعبي أنه قال نزل جبريل عليه السلام بالمسح والغسل سنة والقول الثالث روي عن علي رضي اللّه عنه أنه أجاز المسح قال أبو جعفر الا أن عاصم بن كليب روى عن ابن عبد الرحمن قال قرأ الحسن والحسين رحمة اللّه عليهما وعلى علي وأرجلكم فسمع علي ذلك وكان يقضي بين الناس فقال وارجلكم هذا من المقدم والمؤخر من الكلام وروى أبو اسحاق عن الحارث عن علي رضي اللّه عنه قال اغسلوا الاقدام أي الكعبين وكذا روي عن ابن مسعود وابن عباس رحمهما اللّه أنهما قرأ وأرجلكم بالنصب والكعب العظم الناتىء في آخر الساق عند القدم وكل مفصل عند العرب كعب الا أنه لم يحتج أن يقال الكعب الذي من قصته كذا لانه ظاهر بين وقوله جل وعز { أو جاء أحد منكم من الغائط } والغائط في الاصل ما انخفض من الارض ثم قال جل ذكره { أو لامستم النساء } في معناه قولان أحدهما رواه عبيدة عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال القبلة من المس وكل ما دون الجماع لمس وكذلك قال ابن عمر ومحمد بن يزيد يميل الى هذا القول قال لانه قد ذكر في أول هذه السورة ما يجب على من جامع في قوله { وان كنتم جنبا فاطهروا } وقال عبد اللّه بن عباس اللمس والمس والغشيان الجماع ولكنه جل وعز كنى وقال مجاهد في قول اللّه عز وجل { واذا مروا باللغو مروا كراما } قال اذا ذكروا النكاح كنوا عنه وقوله عز وجل { فتيمموا صعيدا طيبا } أي فاقصدوا والصعيد وجه الارض قال ابن عباس أطيب الصعيد الحرث وقوله جل وعز { ما يريد اللّه ليجعل عليكم من حرج } قال مجاهد أي من ضيق ثم قال جل وعز { ولكن يريد ليطهركم } وقراء سعيد بن المسيب ليطهركم والمعنى واحد كما يقال نجاه وأنجاه |
﴿ ٦ ﴾