١٣وقوله جل وعز { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية } وتقرأ { قسية } والقاسية كما تقول علية وعالية وعلي وعال بمعنى واحد والقول الاخر معنى { قسية } ليست بخالصة الايمان أي فيها نفاق قال قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأنه يقال درهم قسي إذا كان مغشوشا بنحاس أو غيره قال أبو جعفر وأولى ما فيه أن تكون { قسية } بمعنى قاسية مثل زكية وزاكية الا أن فعيلة أبلغ من فاعلة فالمعنى جعلنا قلوبهم غليظة نابية عن الايمان والتوفيق لطاعتي لان القوم لم يوصفوا بشيء من الايمان فتكون قلوبهم موصوفة فان ايمانها خالطه كفر كالدراهم القسية التي خالطها غش ثم قال جل وعز { يحرفون الكلم عن مواضعه } يجوز أن يكون معناه يبدلون حروفه ويجوز أن يكون معناه يتناولونه على غير معناه وقوله جل وعز { ولا تزال تطلع على خائنة منهم } فيه قولان أحدهما قاله قتادة قال على خيانة وهذا جائز في اللغة ويكون مثل قولهم قائلة بمعنى قيلولة والقول الاخر قاله ابن أبي نجيح عن مجاهد وهو أن هذا يراد به اليهود الذين هموا بقتل النبي صلى اللّه عليه وسلم فيكون التقدير على هذا القول على فرقة خائ ثم أقام الصفة مقام الموصوف  | 
	
﴿ ١٣ ﴾