٩٧وقوله جل وعز { جعل اللّه الكعبة البيت الحرام قياما للناس } فيه قولان أحدهما وهو أشبه بالمعنى أنهم يقومون بها ويأمنون قال سعيد بن جبير شدة للدين والقول الاخر أنهم يقومون بشرائعها فأما قوله جل وعز بعد هذا { ذلك لتعلموا أن اللّه يعلم ما في السموات وما في الارض } ومجانسة هذا الاول فقال أبو العباس محمد بن يزيد كانوا في الجاهلية يعظمون البيت الحرام والاشهر الحرم حتى انهم كانوا يسمون رجبا وهو من الاشهر الحرم الاصم لانه لا يسمع فيه وقع السلاح فعلم اللّه عز وجل ما يكون منهم من اغارة بعضهم فألهمهم أن لا يقاتلوا في الاشهر الحرم ولا عند البيت الحرام ولا من كان معه القلائد فالذي ألهمهم هذا يعلم ما في السموات وما في الارض وقال أبو اسحاق وقد أخبر اللّه جل وعز النبي صلى اللّه عليه وسلم في هذه السورة بأشياء مما يسره المنافقون واليهود فقال جل وعز { سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك } وما كان من أمر الزاني وقوله جل وعز عن ذلك { لتعلموا أن اللّه يعلم ما في السموات وما في الارض } متعلق بهذه الاشياء أي الذي أخبركم بها يعلم ما في السموات وما في الارض والدليل على صحة هذا القول |
﴿ ٩٧ ﴾