١٠١

 وقوله جل وعز { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم } معنى { ان تبد لكم } ان تظهر قال شعبة أخبرني موسى بن أنس بن مالك أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم يا رسول اللّه من أبي فقال أبوك فلان فأنزل اللّه عز وجل { يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن

أشياء ان تبد لكم تسؤكم } روى ابراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول اللّه أفرض الحج في كل سنة فقال لو قلتها لوجبت ولو وجبت فتركتموها لكفرتم وروى أبو صالح عن أبي هريرة قال قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يسألني انسان في مجلسي هذا عن شيء الا أنبأته به فقال رجل يا رسول اللّه من أبي فأخبره ونزلت { لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم }

وأن لا يكلفهم طلب حقائق الاشياء من عنده جل وعز وقيل انما ينهى عن هذا لان اللّه جل وعز أحب الستر على عباده رحمة منه لهم وأحب أن لا يقترحوا المسائل وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم ( اتركوني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم لكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم وروى عبد الكريم عن سعيد بن جبير قال نزلت { لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم تسؤكم } في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة ألا ترى أن بعده { ما جعل اللّه من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام } قلت أحسن هذه الأقوال الثاني وأن اللّه جل وعز أحب الستر على عباده ورد أحكامهم الى الظاهر الذي يقدرون عليه

﴿ ١٠١