١٠٩وقوله جل وعز { وأقسموا باللّه جهد أيمانهم } أي اجتهدوا في الحلف { لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها } يعنون آية مما يقترحون وقوله جل وعز { وما يشعركم أنها اذا جاءت لا يؤمنون } قال مجاهد معناه وما يدريكم ق ثم ابتدأ فقال { انها اذا جاءت لا يؤمنون } وقرأ أهل المدينة { أنها اذا جاءت } قال الكسائي { لا } ها هنا زائدة والمعنى وما يشعركم أنها اذا جاءت يؤمنون وشبهه بقوله جل وعز { قال ما منعك الا تسجد اذ أمرتك } وهذا عند البصريين غلط لان { لا } لا تكون زائدة في موضع تكون فيه نافيه قال الخليل المعنى لعلها وشبهه بقول العرب ايت السوق أنك تشتري لنا شيئا بمعنى لعلك وروي أنها في قراءة أبي { وما يشعركم لعلها اذا جاءت لا يؤمنون } وأنشد أهل اللغة في { أن } بمعنى { لعل } أريني جوادا مات هزلا لانني أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا وقيل في الكلام حذف والمعنى وما يشعركم أنها اذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمن ثم حذف هذا لعلم السامع ويروى أن المشركين قالوا ادع اللّه أن ينزل علينا الآية التي قال فيها { ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } ونحن واللّه نؤمن فقال المسلمون يا رسول اللّه ادع اللّه أن ينزلها فأنزل اللّه عز وجل { وما يشعركم أنها اذا جاءت لا يؤمنون } |
﴿ ١٠٩ ﴾