٨٦ثم قال جل وعز { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة } قرأ عبد اللّه بن مسعود وابن الزبير { حامية } وقرأ ابن عباس { حمئة } قال أبو جعفر حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال حدثنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون قال سمعت أبا حاضر يقول سمعت ابن عباس يقول كنت عند معاوية فقرأ { تغرب في عين حمئة } فقلت ما نقرؤها إلا حمئة فقال لعبد اللّه بن عمرو كيف تقرؤها يا عبد اللّه بن عمرو قال كما قرأتها يا أمير المؤمنين فقلت في بيتي يا أمير المؤمنين أنزل القرآن فأرسل معاوية الى كعب فقال أين تجد الشمس تغرب في التوراة فقال أما في العربية فأنتم أعلم بها وأما أنا فأجد الشمس في التوراة تغرب في ماء وطين وأشار بيده الى المغرب فقلت لابن عباس لو كنت عندك فرفدتك بكلمة تزداد بها بصيرة في حمئة قال ابن عباس ما هي قلت فيما نأثر من قول تبع فيما ذكر به ذا القرنين من قوله بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثاط حرمد فقال ابن عباس ما الخلب فقال الطين بكلامهم قال وما الثاط قلت الحمأة قال وما الحرمد قلت الأسود قال أبو جعفر فهذا تفسير الحمأة يقال حمئت البئر إذا صارت فيها الحمأة وأحمأتها ألقيت فيها الحمأة وحمأتها أخرجت منها الحمأة فأما قراءة من قرأ { حامية } فيحتمل معنيين أحدهما أن يكون المعنى حمئة فكأنه قال حامئة أي ذات حم ثم خففت الهمزة والمعنى الآخر أن يكون بمعنى حارة ويحوز أن تكون حارة وهي ذات حمأ واللّه أعلم بحقيقته قال القتبي يجوز أن تكون هذه العين من البحر ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها فيقام حرف الصفة مقام صاحبة واللّه اعلم بذلك وقوله جل وعز { ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا } قال إبراهيم بن السري خيره بين هذين كما خير محمدا ( صلع ) فقال { فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم } وقال علي بن سليمان المعنى قلنا يا محمد قالوا يا ذا القرنين  | 
	
﴿ ٨٦ ﴾