٢

 ثم قال جل وعز { يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت } أي تسلو عنه وتتركه وتحير لصعوبة ما هي فيه

 وبين اللّه جل وعز ذلك على لسان نبيه صلى اللّه عيه وسلم في أي موطن يكون هذا يوم القيامة

 حدثنااحمد بن عبد الخالق قال حدثنا عمر بن محمد بن الحسن الأسدي قال حدثني أبي قال حدثنا عصام بن طليق عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن

عائشة قالت كان النبي صلى اللّه عليه وسلم في حجري فقطرت دموعي على خده فاستيقظ صلى اللّه عليه وسلم فقلت ذكرت القيامة وهولها فهل تذكرون أهاليكم يا رسول اللّه فقال يا عائشة ثلاثة لا يذكر فيها أحد إلا نفسه

 أ عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل

 ب وعند الصحف حتى يعلم ما في صحيفته

 ج وعند الصراط حتى يجاوزه

 وقوله جل وعز { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى }

 أي وترى الناس سكارى من العذاب والخوف وما هم بسكارى من الشراب

 وقرأ أبو هريرة وأبو زرعة بن عمرو بن جرير { وترى الناس }

أي تظنهم لشدة ماهم فيه

 حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا سلمة قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة وأبان عن أنس بن مالك قال نزلت { يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم } إلى قوله { ولكن عذاب اللّه شديد }

 قال نزلت على النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو في ميسرله فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال أتدرون أي يوم هذا هذا يوم يقول اللّه عز وجل لادم يا ادم قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحدا إلى الجنة

 فكبر ذلك على المسلمين فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم سددوا وقاربوا وأبشروا فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة وإن معكم لخليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ومن هلك من كثرة الجن والإنس

﴿ ٢