٥وقوله عز وجل { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث } ايه أي ان كنتم في شك من أنكم تبعثون فتدبروا في أول خلقكم وابتدائكم فإنكم لا تجدون فرقا بين الإبتداء والإعادة ثم قال عز وجل { فإنا خلقناكم من تراب } ايه يعني ادم صلى اللّه عليه وسلم ثم من نط ثم من علقة } قال الخليل العلق الدم قبل أن ييبس الواحدة علقة وهكذا تصير النطفة قال أبو عبيدالعلق من الدم ما اشتدت حمرته ثم من مضغة } وهي لحمة صغيرة بقدر ما يمضغ { مخلقة وغير مخلقة } روى معمر عن قتادة قال تامة وغير تامة قال الشعبي النطفة والعلقة والمضغة فإذا نكست في الخلق الرابع كانت مخلقة وإذا قذفتها قبل ذلك فهي غير مخلقة قال أبو العالية غير مخلقة السقط قال أبو جعفر { مخلقة } مصورة ويبين ذلك هذا الحديث المرفوع عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو مروي من طرق شتى فمن طرقه ما رواه سلمة بن كهيل عن زيد بن وهب قال سمعت ابن مسعود يقول سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول وهو الصادق المصدوق يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين يو ثم يكون علقة أربعين يو ثم يكون مضغة أربعين يو ثم يبعث اللّه جل وعز إليه ملكا فيقول اكتب عمله وأجله ورزقه واكتبه شقيا أو سعيدا قال عبد اللّه والذي نفسي بيده إن الرجل ليعمل بعمل أهل السعادة فيعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذر ثم يدركه الشقاء فيعمل بعمل أهل النار أو الشقاء فيدخل النار وروى عبيد اللّه بن أبي بكر عن أنس بن مالك جده قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إن اللّه عز وجل قد وكل بالرحم ملكا فيقول أي رب أنطفة أي رب أعلقة أي رب أمضغة فإذا أراد اللّه جل وعز أن يقضي خلقها قال يقول الملك أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فما الأجل فما الرزق فيكتب ذلك في بطن أمه قال علقمة إذا وقعت النطفة في الرحم قال الملك مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة مجت الرحم دما وإن قال مخلقة قال أذكر أم أنثى أشقي أم سعيد فيقول اكتبها من اللوح المحفوظ فيجد صفتها فيستنسخه فلا يزال العبد يعمل عليه حتى يموت وقوله جل وعز { لنبين لكم } ايه أي ذكرنا أحوال الخلق لنبين لكم ويجوز أن يكون المعنى خلقنا هذا الخلق لنبين لكم ثم قال جل وعز { ونقر في الأرحام ما نشاء } ايه أي ونحن نقر في الأرحام ما نشاء ثم قال { ومنكم من يتوفى } ايه وحكى أبو حاتم أن بعضهم قرأ { ومنكم من يتوفى } ومعناه يستوفي أجله وقوله عز وجل { لكيلا يعلم من بعد علم شيئا } ايه قال الفراء لكيلا يعقل من بعد ما عقل شيئا وقوله عز وجل { وترى الأرض هامدة } ايه روى سعيد عن قتادة قال أي غبراء متهشمة قال أبو جعفر يقال همدت النار إذا طفئت وذهب لهبها وأرض هامدة أي جافة عليها تراب ثم قال جل وعز { فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت } ايه أي تحركت و { وربت } أي زادت وقرأ يزيد بن القعقاع وخالد بن إلياس{ وربأت } أي ارتفعت حتى صارت بمنزلة الربيئة وهو الذي يحفظ القوم على شيء مشرف فهو رابيء وربئة على المبالغة ثم قال عز وجل { وأنبتت من كل زوج بهيج } ايه أي من كل صنف من النبات وروى سعيد عن قتادة قال { بهيج } حسن قال أبو جعفر يقال بهج فهو بهج إذا حسن وأبهجني أعجبني لحسنه |
﴿ ٥ ﴾