٤ثم ظهرت الروم بعد ذلك فذلك قوله جل وعز { الم غلبت الروم في أدنى الأرض } إلى قوله { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه } قال الشعبي وكان القمار ذلك الوقت حلالا قال وقال النبي صلى اللّه عليه وسلم لأبي بكر كم البضع قال ما بين الثلاث إلى التسع وقرأ عبداللّه بن عمر { غلبت الروم } بفتح الغين واللام وقال غلبت على أدنى ريف قال أبو جعفر المعنى على قراءة من قرأ{ غلبت الروم وهم من بعد غلبهم سيغلبون } الروم من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون ومن قرأ { سيغلبون } فالمعنى عنده وفارس من بعد غلبهم أي من بعد أن غلبوا سيغلبون وقوله جل وعز { في بضع سنين } آية البضع عند قتادة أكثر من الثلاث ودون العشر وعند الأخفش والفراء مادون العشر وعند أبي عبيدة ما بين ثلاث وخمس وحكى أبو زيد بضع وهو مشتق من قولهم بضعة إذا قطعه ومنه بضعة من لحم ومنه هويملك بضع المرأة إنما هو كناية عن عضوها وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس { في أدنى الأرض } قال يقول في طرف الشام قال أبو جعفر التقدير في أدنى الأرض من فارس ثم قال جل وعز { للّه الأمر من قبل ومن بعد } آية قال محمد بن يزيد إذا قلت { من قبل } و { من بعد } فمعناه من قبل ما تعلم ومن بعد ما تعلم ومن قبل كل شيء ومن بعد كل شيء قال أبو جعفر المعنى للّه القضاء بالغلبة من قبل الغلبة ومن بعده ثم قال جل وعز { ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر اللّه } آية أي يفرحون بنصر اللّه الروم لأنهم أهل كتاب على فارس وهم مجوس ويفرحون بالآية العظيمة التي لا يعلمها إلا اللّه جل وعز لأنه خبرهم بما سيكون |
﴿ ٤ ﴾