٨ثم قال جل وعز { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } في معنى هذا أقوال قال الضحاك منعناهم من النفقة في سبيل اللّه كما قال تعالى { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } وقيل هذا في يوم القيامة إذا دخلوا النار والماضي بمعنى المستقبل أو لأن اللّه جل وعز أخبر به أو على إضمار إذا كان وقيل جعلنا بمعنى وصفنا أنهم كذا وقد حكى سيبويه أن جعل تأتي في كلام العرب على هذا المعنى وهو أحد أقواله في قولهم جعلت متاعك بعضه فوق ب وقوله جل وعز { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا } ثم قال جل وعز { فهي إلى الأذقان فهم مقمحون } آية والمعنى فأيديهم إلى الأذقان ولم يجر للأيدي ذكر لأن المعنى قد عرف كما قال فما أدري إذا يممت وجها أريد الخير أيهما يليني أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي لا يأتليني وفي قراءة عبد اللّه بن مسعود{ إنا جعلنا في أيمانهم أغلالا ثم قال تعالى { فهم مقمحون } آية قال مجاهد أي رافعوا رءوسهم وأيديهم على أفواههم وقال الفراء هو الرافع رأسه الغاض بصره وقال أبو عبيدة هو الذي يجذب وهو رافع رأسه قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن المقمح الرافع رأسه لمكروه ومنه قيل لكانونين شهرا قماح لأن الإبل إذا وردت فيهما الماء رفعت رؤوسها من البرد ومنه قوله ونحن على جوانبها قعود نغض الطرف كالإبل القماح |
﴿ ٨ ﴾