٩وقوله جل وعز { أم من هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما } آية أي مصل والقنوت الطاعة قال الحسن وقتادة { آناء الليل } ساعاته أوله واوسطه وآخره قال ابو جعفر قال الأخفش قراءة من قرأ{ أمن هو } بالتخفيف ضعيفة في العربية لأن الف الاستفهام لا يعتمد على ما قبلها قال أبو جعفر الذي قاله الأخفش حسن يدل عليه ان الذي في سورة النمل لم يقرأ إلا مثقلا ومعنى كلامه أن الكلام معتمد على ما قبله ليس له خبر وإنما دل عليه ما قبله لأنه قال جل وعز { وجعل للّه أندادا ليضل عن سبيله } فحذف الخبر لأن المعنى أمن هو مطيع كهذا أو أمن هو مطيع أفضل أم هذا وهذا موضع { أم } التي بمعنى بل كما قال أفتلك أم وحشية مسبوعة خذلت وهادية الصوار قوامها وقوله أذلك ام جاب يطارد آتنا حملن فأدنى حملهن دروص ومن قرأ بالتخفيف فالخبر أيضا عنده محذوف وهو شيء غامض في العربية لا يأنس به إلا من درب بها كما قال فأقسم لوشيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا أي لدفعناه فعلى هذا يقع الحذف وقيل هو نداء أي يا من هو قائم آناء الليل وقوله جل وعز { يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه } آية قرأ سعيد بن جبير{ يحذر عذاب الآخرة } والمعنى واحد وقوله جل وعز { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب } آية أي كما لا يستوي العالم والجاهل كذا لا يستوي المطيع والعاصي وقيل { الذين يعلمون } ما لهم في الطاعة وما عليهم في المعصي ثم قال { إنما يتذكر أولوا الألباب } أي العقول ولب كل شيء خالصه |
﴿ ٩ ﴾