٤

 ثم قال جل وعز { فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب } آية 

 أي فاقتلوهم وذكرت الرقاب لأن القتل أكثر ما يقع بها

 ثم قال جل وعز { حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق } آية 

 قال سعيد بن جبير لا ينبغي أن يقع أسر حتى يثخن بالقتل في العدو كما قال جل وعز { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض }

 ثم قال جل وعز { فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها } آية 

 قال أبو جعفر في هذه الآية اختلاف

 قال ابن جريج كان عطاء يكره قتل الأسير صبرا لقول اللّه جل وعز { فإما منا بعد وإما فداء } وقال امنن أو فاد ولا تقتل وقال قتادة الآية منسوخة نسخها قوله تعالى { فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم }

 وروى شعبة عن الحكم قال سألني مغيرة عن آية غامضة منسوخة وهي قوله تعالى { فإما منا بعد وإما فداء }

 وقال الضحاك هي ناسخة نسخت قوله تعالى { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } قال أبو جعفر البين في الآية أنها ليست بمنسوخة ولا ناسخة وإنما هذا إباحة وكذلك القتل لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم قد قتل وفادى وذكر القتل في آية أخرى وهو { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } فاجتزأ بذلك

 وقوله جل وعز { حتى تضع الحرب أوزارها } آية 

 قال قتادة أي حتى يسلم أهل الشرك فسماهم حربا قال سعيد بن جبير ومجاهد في قوله تعالى { حتى تضع الحرب أوزارها } حتى ينزل عيسى بن مريم فيكسر الصليب

ويقتل الخنزير وتزول الأديان إلا دين الإسلام وتكون الملة واحدة

 قال أبو جعفر فهذا قول في الآية أي حتى يضع أهل الحرب أوزارهم فيسلموا أو يسالموا

 وقيل يعني بالأوزار ههنا السلاح كما قال الشاعر

  وأعددت للحرب أوزارها  رماحا طوالا وخيلا ذكورا 

 والمعنى على هذا فشدوا الوثاق حتى تضع الحرب أوزارها فإما منا بعد وإما فداء

 وقوله جل وعز { ولكن ليبلو بعضكم ببعض } آية 

 أي ليمحص المؤمنين ويمحق الكافرين

 ثم قال جل وعز { والذين قتلوا في سبيل اللّه فلن يضل أعمالهم } آية  ويقرأ { قتلوا } و { قتلوا } و { قتلوا }

﴿ ٤