٢٢وقوله عزَّ وجلَّ : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا للّه أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢) معناه وِطاءً ، لم يجعلها حَزْنةً غليظة لا يمكن الاستقرأر عليها. و (والسماءَ بناءً) كل ما علا على الأرض فاسمه بناءٌ ،. ومعناه إنه جعلها سقفاً. كما قال عزَّ وجلَّ : (وَجَعَلْنا السمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً) ، ويجوز في (جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) وجهان : الإدغام والِإظهار ، تقول : جعل لكم وجعل لكم الأرض ، فمن أدغم فلاجتماع حرفين من جنس واحد وكثرة الحركات ، ومن أظهر - وهو الوجه وعليه أكثر القراءِ - فلأنهما منفصلان من كلمتين. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (فَلَا تَجْعَلُوا للّه أنْدَاداً وأنْتُم تَعْلمُون). هذا احتجاج عليهم لِإقرارهم بأنه اللّه خالقُهم ، فقيل لهم لا تجعلوا للّه أمثالاً وأنتم تعلمون أنهم لا يَخْلُقون واللّه الخالق - وفي اللغة فلان ندُّ فلانٍ : ، وندِيدُ فُلَانٍ. قال جرير : أتيماً تجعلون إِليَّ نِدًّا . . . وما تيمٌ لِذِي حَسبٍ نَدِيد فهذه الآية والتي قبلها احتجاج عليهم في تثبيت توحيد اللّه عزَّ وجلَّ. ثم احتج عليهم فيما يلي هذه الآية بتثبيت أمر النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فقال : - |
﴿ ٢٢ ﴾