١٠٩

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللّه بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩)

يعني به علماءَ إليهود.

و (حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) موصول بود الذين كفروا ، لا بقوله حسداً ، لأن حسد الإِنسان لا يكون من عند نفسه ، ولكن  مودتهم بكفركم من عند أنفسهم ، لا أنهم عندهم الحق الكفر ، ولا أن كتابهم أمرهم بما هم عليه من الكفر بالنبي - صلى اللّه عليه وسلم -.

الدليل على ذلك  (مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ : (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللّه بِأَمْرِهِ).

هذا في وقت لم يكن المسلمون أمروا فيه بحرب المشركين ، وإِنما

كانوا يدعون بالحجج البينة وغاية الرفق حتى بين اللّه أنهم إنما يعاندون بعد

وضوح الحق عندهم فأمر المسلمون بعد ذلك بالحرب.

* * *

وقوله عزَّ وجلَّ ، : (إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

أي قدير على أن يدعو إِلى دينه بما أحب مما هو عنده الأحكم

والأبلغ . ويقال : اقدر على الشيءِ - قَدْراً وقَدَراً وقُدْرة ، وقُدْرَاناً ، ومَقْدِرَة

ومقدُرة ومقدَرة.

هذه سبعة أوجه مروية كلها ، وأضعفها مقدرة - بالكسر -.

* * *

﴿ ١٠٩