١١٦(وَقَالُوا اتَّخَذَ اللّه وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (١١٦) قالوا) للنصارى ومشركي العرب ، لأن النصارى قالت : المسيح ابنُ اللّه ، وقال مشركو العرب الملائكة بنات اللّه ، فقال اللّه عزَّ وجلَّ : (بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ). القانت في اللغة المُطِيعُ ، وقال الفرَّاءُ : (كل له قانتون) هذا خصوص إنما يعني به أهل الطاعة ، والكلام يدل على خلاف ما قال ، لأن (مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) كل إحاطة وإنما تأويله : كل ما خلق اللّه في السَّمَاوَات والأرض فيه أثَرُ الصنْعَة فهو قانت للّه والدليل على أنه مخلوق - والقانت في اللغة القائم أيضاً ألا ترى أن القنوت إِنما يُسَمًى بِه من دَعا قائماً في الصلاة قانتا ، فالمعنى كل له قانت مقر بأنه خالقه ، لأن أكثر من يخالف ليس بدفع أنه مخلوق وما كان غير ذلك فأثر الصنْعَةِ بين فيه ، فهو قانت على العموم ، وإِنما القانت الداعي. |
﴿ ١١٦ ﴾