١٢٢وقوله عزَّ وجلَّ : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (١٢٢) (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) نصب لأنه نداء مضاف ، وأصل النداءِ النصب ، ألا ترى. أنك إذا قلت يا بني زيد ، فقال لك قائل : ما صنعت ؛ قلت ناديتُ بني زيد ، فمحال أن تخبره بغير ما صنعت ، وقد شرحناه قبل هذا شرحاً أبلغ من هذا ، وإسرائيل لا يتصرف ، وقد شرحنا شرحه في مكانه وما فيه من اللغات. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ). موضع (أن) نصب كأنه قال اذكروا أني فضلتكم على العالمين. والدليل من القرآن على أنهم فُضلَوا قول موسى - صلى اللّه عليه وسلم - (كما قال اللّه عزَّ وجلَّ : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللّه عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٠). وتأويل تفضيلهم في هذه الآية ما أوتوا من الملك وأن فيهم أنبياءَ وأنهم أُعطوا علم التوراة ، وأن أمر عيسى ومحمد - صلى اللّه عليهما وسلم - لم يكونوا يحتاجون فيه إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم به ، فذكرهم اللّه عزَّ وجلَّ ما همْ عارفون ، ووعظهم فقال : * * * |
﴿ ١٢٢ ﴾