١٥١وقوله عزَّ ونجل : (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١) (كَمَا) تصلح أن تكون جواباً لما قبلها ، فيكون : (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ). والأجود أن تكون (كَمَا) معلقة بقوله عزَّ وجلّ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ). أي فاذكروني بالشكر والإِخلاص كما أرسلنا فيكُمْ. فإن قال قائل فكيف يكون جواب " (كَمَا أَرْسَلْنَا) (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)، فالجواب ههنا إنما يصلح أن يكون جوابين لأن قوله ، (فَاذْكُرُونِي) أمر ، وقوله (أَذْكُرْكُمْ) جزاءُ اذكروني : والمعنى إن تذكروني أَذْكُرْكُمْ. . ومعنى الآية أنها خطاب لمشركي العرب ، فخاطبهم اللّه عزَّ وجلَّ بما دلهم على إِثبات رسالة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فقال كما أرسلنا فيكم محمداً - صلى اللّه عليه وسلم - وهو رجل منكم أُمِّي تعلمون أنه لم يتل كتاباً قبل رسالته ولا بعدها إلا بما أوحي إليه. وإنكم كنتم أهل جاهلية لا تعلمون الحكمة ولا أخبار الأنبياءِ ، ولا آبائهم ولا أقاصيصهم . فأرسل إِليكم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فأنبأكم بأخبار الأنبياءِ ، وبما كان من أخبارهم مع أممهم ، لا يدفع ما أخبر به أهل الكتاب ، فكما أنعمت عليكم بإِرساله فاذكروني - بتوحيدي ، وتصديقه - صلى اللّه عليه وسلم - (واشكروا لي) أذكركم برحمتي ومغفرتي والثناءِ عليكم. * * * وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلا تَكْفُرونِ). الأكثر الذي أتى به القُرَّاءُ حذف الياءات مع النون. * * * |
﴿ ١٥١ ﴾