١٥٣وقوله عزَّ وجلَّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللّه مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣) (يَا أَيُّهَا) نداء مفرد مبهم و (الذين) في موضع رفع صفة لـ (أَيُّهَا). هذا مذهب الخَليل وسيبويه ، وأما مذهب الأخفش. فالذين صلة لأي وموضع الذين رفع بإِضمار الذكر العائد على أي كأنَّه على مذهب الأخفش بمنزلة قولك : يا من الذين ، أي يا من هم الذين. و " ها " لازمة لأي عوض عما حذف منها للِإضافة ، وزيادة في التنبيه. وأي في غير النداءِ لا يكون فيها " هاء " ويحذف معها الذكر العائد عليها ، تقول أضرب أيُّهم أفضل ، وأيُّهم هو أفضل - تريد الذي هو أفضل. وأجاز المازني أن تكون صفة أي نصباً. فأجاز : يا أيها الرجُلَ أقبل ، وهذه الِإجازة غير معروفة في كلام العرب ، ولم يجز أحد من النحويين هذا المذهب قبله ، ولا تابعة عليه أحد بعده - فهذا مطروح مرذول لمخالفته كلام العرب والقرآن وسائر الأخبار. ومعنى (استعينوا بالصبر والصلاة) أي بالثبات على ما أنتم عليه. وإن نالكم فيه مكروه في العاجل ، فإِن اللّه مع الصابرين. وتأويل إن اللّه مَعَهُمْ أي يظهر دينه على سائر الأديان. لأن من كان اللّه معه فهو الغالب - كما قال عزَّ وجلَّ : (فَإِنَّ حِزْبَ اللّه هُمُ الْغَالِبُونَ). ومعنى استعينوا بالصلاة ، أي أنكم إِذا صليتم تلوتم في صلاتكم ما تعرفون به فضل ما أنتم عليه فكان ذلك لكم عوناً. * * * |
﴿ ١٥٣ ﴾