١٥٩

وقوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (١٥٩)

هذا إِخبار عن علماءِ إليهود الذين كَتَمُوا ما علِموه من صحة أمر

النبي - صلى اللّه عليه وسلم -

 (مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ) يعني به القرآن.

ومعنى (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ).

فيه غيرُ قول ، أما ما يُروى عن ابن عباس فقال : (اللَّاعِنُونَ) كل شيء في

الأرض إِلا الثقلين ، ويروى عنْ ابن مسعود أنه قال (اللَّاعِنُونَ) : الاثنان إذا

تلاعنا لحقت اللعنة بمستحقها منهما ، فإِن لم يستحقها واحدٌ منهما رجعت على إليهود ، وقيل (اللَّاعِنُونَ) هم المؤمنون ، فكل من آمن باللّه من الإنس والجن والملائكة فهم - اللاعنون لليهود وجميع الكفرة فهذا ما روي في قوله (اللَّاعِنُونَ) واللّه عزَّ وجلَّ أعلم.

* * *

﴿ ١٥٩