٢٢٤

وقوله عزَّ وجلَّ : (وَلَا تَجْعَلُوا اللّه عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٢٤)

موضع " أنْ " نصب بمعنى عرضة  لا تعرضوا باليمين باللّه في أن

تبروا - فلما سقطت " في " أفضى لمعنى الاعتراض ، فنصب أن.

وقال غير واحد من النحويين إن موضعها جائز أن يكون خفضاً وإن

سقطت " في " لأن " أن " الحذف فعها مستعمل ، تقول جئت لأن تضرب زيداً ، وجئت أن تضرب زيداً ، فحذفْتَ اللام مع " أن " ولو قلت جئت ضربَ زيد

تريد لضرب زيد لم يجز كما جاز مع " أن " لأن " أن " إذا وصلت - دل ما بعدها على الاستقبال.

والمعنى : كما تقول : جئتك أن ضربت زيداً ، وجئتك أن

تضرب زيداً ، فلذلك جاز حذف اللام . وإذا قلت : جئتك ضرب زيد لم يدل الضرب على معنى الاستقبال.

والنصب في " أن " في هذا الموضع هو الاختيار عند جميع النحويين.

ومعنى الآية أنهم كانوا يعتلون في البر بأنهم حلفوا ، فأَعلم اللّه أن الإثم

إِنما هو في الإِقامة على ترك البر والتقوى ، وإن اليمين إذا كفرت فالذنب فيها

﴿ ٢٢٤