٢٤٢وقوله عزَّ وجلَّ : (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّه لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢٤٢) آياته علاماته ودلالاته على ما فرض عليكم ، أي مثل هذا البيان يبين لكم ما هو فرض عليكم ، وما فرض عليكم. ومعنى (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) معنى يحتاج إِلى تفسير يبالغ فيه ، لأن أهل اللغة والتفسير أخبروا في هذا بما هو ظاهر ، وحقيقة هذا أن العاقل ههنا أهو ، الذي يعمل بما افْتُرِضَ عليه ، لأنه إِن فهم الفرض ولم يعمل به فهو جاهل ليس بعاقل ، وحقيقة العقل هو استعمال الأشياءِ المستقيمة متى عُلمَت ، ألا ترى إِلى قوله عزَّ وجلَّ : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّه لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) ، لو كان هُؤلاء جهالاً غيرَ مميزين ألبَتَّةَ لسقط عنهم التكليف ، لأن اللّه لا يكلف من لا يميز ، ويقال جهال وإِن كانوا مميزين . لأنهم آثروا هواهم على ما علموا أنه الحق. * * * |
﴿ ٢٤٢ ﴾